رجل الدّين وضروره تطابق ظاهره مع باطنه!!

#لكلّ إنسان مواقف لا يحبّذ ظهورها ويميل أحياناً إلى الفضفضة بها بعيداً عن الإعلام وصخبه؛ و له مواقف رسميّة يطرحها ويفصح عنها ويروّج لها دون أن تكون لها علاقة بالصّنف الأوّل من المواقف المضمرة… والسّؤال الّذي يطرح نفسه ويبحث عن إجابة صريحة: على ماذا ينبغي أن يبني الإنسان تقييماته الدّينيّة للشّخص “أ” أو الشّخص “ب”؛ أ على أساس مواقفه الرّسميّة أم على أساس فضفضاته وثرثراته؟!
#وفي الحقيقة ينبغي التّفصيل في المقام: بين ما إذا كان الإنسان قد طرح نفسه مرجعاً دينيّاً وواسطة بين العباد وربّهم في الأمور الدّينيّة وبين إذا لم يكن كذلك؛ ففي الحالة الأولى: ينبغي على الإنسان أن يوحّد بين ظاهره وباطنه سلوكيّاً وقيميّاً؛ فإنّ اكتشاف أيّ ثغرة في عدم التّطابق يفضي إلى انهيار الصّورة النّمطيّة المرسومة عنه في أذهان أتباعه ومقلّديه الموضوعيّين ـ وأتمنّى التّركيز على هذا القيد ـ فضلاً عن غيرهم، خصوصاً إذا تراكمت هذه الثّغرات وتكرّر ترقيعها.
#أمّا الحالة الثّانية: فلا نعتقد بضير ذلك طالما لم يطرح الإنسان نفسه مرجعاً دينيّاً للنّاس وواسطة بينهم وبين ربّهم، ولم يدعوهم لتسليم حقوقهم الشّرعيّة إليه دون غيره؛ بل اقتصر تدريسه وكتاباته ونشره على الأمور العلميّة حصراً، والّتي تكون المرجعيّة الحاسمة فيها الدّليل دون سلوكيّات الإنسان ومواقفه المضمرة وباطنه.
#ومن هنا أدعو جميع من لا يستطيع أن يوحّد بين ظاهره وباطنه أن يكون مصداقاْ للحالة الثّانية؛ وأن يبتعد عن الحالة الأولى وكلّ تشكيلاها قدر الإمكان؛ أمّا البقاء فيها والانغماس في سقطاتها حتّى الأخير فلا سبيل لتفهّمه وتعقّله إلّا من خلال توحيد الظّاهر مع الباطن، وإلّا فهو الوقوع لا سمح الله في شراك النّفاق والدّجل والضّحك على الذّقون، ورحم الله عبداً عرف قدر نفسه وأبعد عنها الظّنون والشّكوك والاتّهامات، والله من وراء القصد.