تحدّثت في مقالات سابقة حول الدور الفاعل والحاسم الذي مارسه الشاه الإيراني محمد رضا البهلوي في تهيئة وتثبيت مرجعيّة المرحوم السيّد محسن الحكيم قبل وبعد وفاة السيّد البروجردي في عام: (1961م)؛ وحيث إن بعض المتنسكين أنزعجوا من هذه المعلومة، وأصرّوا على إن الذي ثبّت مرجعيّة المرحوم الحكيم “العليا” هو: كتابه مستمسك العروة الوثقى، أجد من الّلازم وضع بعض الوثائق المتعلّقة بجهاز الاستخبارات الشاهنشاهي المعروف بـ “الساواك”، وترجمتها بشكل حرفي دون تعليق؛ ليعرفوا إن الموقف الحاسم في تثبيت المرجعيّات “العامّة” لا يعود للجانب العلمي في العادة، بل تتدخّل عوامل سياسيّة واجتماعيّة وحوزويّة وذاتيّة… وغيرها في تثبيته، والله من وراء القصد.
#وإليكم ترجمة هذه الوثيقة وما بين معقوفتين إيضاح منّي:
“البرقيّات الواردة من شيراز إلى طهران: التاريخ: 14/04/1961م، [أي بعد وفاة البروجردي بثلاثة أيّام فقط].
#قبل مدّة من الزمن أبلغت وزارةُ الداخليّة إدارة المحافظة بضروة تهيئة الأرضيّة لمرجعيّة السيّد أحمد الخونساري كخليفة للسيّد البروجردي، وقد اتّخذت إجراءات بهذا الخصوص، ولكن في الفترة الأخيرة صدرت أوامر من الشرطة العليا للدولة [=الشهرباني] إلى شرطة محافظة شيراز تقرّر: إن الذي سيكون مرجعاً للتقليد هو: السيّد محسن الحكيم، [وبالتالي ينبغي إجراء الّلازم]، وبغض النظر عن عدم توفّر إمكانيّة في متناول الشرطة لاتّخاذ أيّ إجراء في هذا الخصوص، ولكن كان الأنسب من الأساس أن تعمد مؤسّسات الدولة المركزيّة إلى اتّخاذ قرار مشترك ولو في هذه الموارد بالذات، ويُصار إلى تفعيل عمليّ لأيّ إجراء تتخذه الجهات المعنيّة؛ وبذلك نعيّن وظيفة المُخاطبين، ولا نُبقي الناس في حيرة أيضاً. (14/04/1961م)”.