#اقتصر شيخ الطّائفة الإثني عشريّة الطّوسي المتوفّى سنة: “460هـ” على ذكر طرف من الأخبار الّتي نصّت على ولادة المهدي “ع” وأخبار من شاهده ورآه على حدّ تعبيره؛ وذلك «لأنّ استيفاء ما روي في هذا المعنى يطول به الكتاب» [الغيبة، الطّوسي: ص229]. #ومن طرائف هذه الأخبار الّتي استطرفها لإثبات هذه الولادة هي ما رواه له جماعة من مشايخه عن المرحوم الصّدوق بسنده عن محمد بن حسن الكرخي إنّه قال: «سمعت أبا هارون رجلاً من أصحابنا يقول: رأيت صاحب الزّمان “ع” ووجهه يُضيء كأنّه القمر ليلة البدر، ورأيت على سُرّته شعراً يجري كالخطّ، وكشفت الثّوب عنه فوجدته مختوناً، فسألت أبا محمد [العسكري] “ع” عن ذلك فقال: هكذا ولد، وهكذا ولدنا، ولكنّا سنمرّ المُوسيّ عليه لإصابة السُنّة» [الغيبة، الطّوسي: ص250؛ كمال الدّين، الصّدوق: ج2، ص434].
#وفي الوقت الّذي ينبغي علينا أن نأسف لتمرير المرحوم الصّدوق والطّوسي جملة من العقائد المذهبيّة الكبيرة بأمثال هذه المرويّات الضّعيفة والمجهولة والخرافيّة بل وتركيزها وتحكيمها في المخيّلة الشّيعيّة الإثني عشريّة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها… بودّنا أن نطرح بعض الاستفسارات:
#من عادة السّماء إذا ما أرادت أن تُلقي الحجّة على أهل الأرض وتُلزمهم بتكليف ما فإنّها تمارس أعلى درجات الوضوح والشّفافيّة في بيانه، وعلى هذا الأساس: فهل يُعقل أن يجعل الله علامة إمامة نجل العسكري “ع” ومهدويّته وغيبته الطّويلة الّتي لا نعرف نهايتها في عورته؟! وإذا كان الله قد شرّف أبا هارون المجهول بشرف رؤيتها فماذا ذنب عموم المسلمين في ذلك الوقت الّذين لم يوفّقوا لذلك بالجزم واليقين؟! وهل إنّ وجود شعر على سرّة المهدي “ع” هو علامة من علامات إمامته وغيبته الصّغرى والكبرى وسفرائه الأربعة مثلاً، أم إنّ خالق السّماوات والأرض وجبّارها أعدل وأرحم من أن يكلّف عبيده بعقائد تفتقر إلى أبسط مقوّمات الوضوح والعقلانيّة؟! الّلهم إنّا نشكو إليك فقد نبيّنا وتكالب الدجّالين علينا، فأرحمنا برحمتك يا كريم.
#المهدويّة_الإثنا_عشريّة
#ميثاق_العسر