#استمعت في محرّم هذا العام إلى خطيب معروف ـ اتحفّظ على ذكر اسمه وصوته ـ خصّ أحد ليالي محرّم الحرام للحديث عن الخمس الشيعي؛ حيث برّر دّخوله في هذا الموضوع التخصّصي ببروز ظاهرة التشكيك في الخمس الشّيعي وعزوف النّاس عن الامتثال للأوامر الشرعيّة الماليّة؛ مع إنّ المفروض بهم أن يدفعوا ليحلّلوا ذممهم وما شابه ذلك من أمور مسموعة…!!
#وبعد استغراقه فيما أعتادت عليه الذّائقة الشيعيّة من بحوث مكرّرة وغير مجدية في خصوص هذا الموضوع انبثق في داخلي سؤال محيّر؛ إذ قلت في نفسي: كيف سيوفّق هذا الخطيب في فقرة الكوريز أن ينتقل من الخمس الشيعي وإشكاليّاته التخصّصيّة إلى مصيبة مسلم بن عقيل “ع” حيث كانت ليلته؟!
#فما كان منه إلّا أن فاجئني وربّما فاجئ غيري أيضاً حيث قال: أخواني إن الدَّين ـ أي القرض ـ حقّ شرعيّ مثل الخمس، ولهذا طلب مسلم بن عقيل “ع” من قاتليه أن يسدّدوا الدّين الذي كان في ذمّته قبل قطع رأسه، وهكذا أكمل المصيبة!!
#أقول: في عقيدتي إنّ دخول خطباء المنبر الحسيني في بحث الخمس الشّيعي سيزيد من قناعة النّاس في التشكيك فيه حتّى لو كانوا مسلّحين بالمعرفة الفقهيّة التقليديّة؛ لأنّ الفقهاء أنفسهم يعانون من أزمة حقيقيّة في تقديم أجوبة مقنعة لإشكاليّات هذا البحث وخصوصاً عدم وجوده حتّى عصر الأئمّة المتوسّطين “ع”، فكيف بمن ينقل كلماتهم إلى الملأ العامّ؟!