حدّثنا السيد محمد حسين الطهراني وهو زميل السيّد السيستاني الأقدم فقال: “في أيام حضوري في النجف الأشرف واجهتني بعض الأسئلة في درس أستاذي السيّد الخوئي فتوجّهت إلى بيته وكان الجو حينها حاراً جدّاً، وقد طال الحديث بنا ونقل لي أموراً كثيرة، منها إنّه قال لي: بعد وفاة السيّد أبو الحسن الأصفهاني في عام: (1946م) رأيت في عالم الرؤيا كأنّني في طهران في منزل الشيخ محمد حسين الخراساني، وكان من المقرّر أن يأتي السيّد أبو الحسن الأصفهاني إلى بيته أيضاً، ولم يمض من الوقت إلا القليل حتّى جاء أبو الحسن وجلس، ثم انشغل بالحديث مع الخراساني، فتعجّبت ـ والحديث لازال للخوئي ـ وقلت في نفسي: إذا أراد أبو الحسن المجئ إلى هنا فلا بدّ من توفّر مجموعة من المقدّمات وصرف الوقت وعناية الاستقبال، فكيف جاز أن يأتي أبو الحسن بهذه العجلة والسرعة، ومن غير أن يلتفت أحد إلى ذلك؟! نعم رأيت أن لا فائدة من تعجّبي هذا، فها هو حاضر ويتحدّث ويتحاور مع الخراساني، وفي أثناء هذا الحديث أشار السيّد أبو الحسن الأصفهاني إلى الجهة المقابلة له وكانت صحراء مقفرة، وفيها تلّاً كبيراً يشبه الجبل من النقود والأمتعة والأثاث، وخاطب الخراساني: هل ترى هذه التلّة الكبيرة أمامك يا شيخ؟! هذه هي الأموال التي أعطيتها في زمان مرجعيّتي إلى وكلائي في جميع أنحاء العالم وفي مختلف المناطق، والتي كانت من سهم الإمام ومن الوجوه الشرعيّة، والآن يريدون أن يحاسبونني عليها جميعاً!!!
وبعد أن أنهى الخوئي نقل هذه الرؤيا لتلميذه الطهراني، وجّه الأخير سؤاله إلى الخوئي: فماذا ستفعلون يا سيّدنا الجليل الآن، فهذا هو حال ما قام به أبو الحسن الأصفهاني، فهل ستمتنعون من إعطاء هذه الأموال للوكلاء؟!
فأجاب الخوئي: إنّني لا أعمل بطريقة السيّد أبو الحسن الأصفهاني، وإنّما أعمل بنحو آخر؛ إذ لم أمنح أحداً وكالة لحد الآن، وإنّما أُعطى إذناً في التصرّف فيها فقط، والإذن بخلاف الوكالة لا مسؤوليّة فيه… [انتهى ما نقله الطهراني بتصرّف، من كتابه ولاية الفقيه في الإسلام، ج2، ص125].
#أقول: أنا لا أدري هل يتصوّر هؤلاء المراجع إنّهم سيخدعون الله وخزنة جهنم حينما يبدلّون العنوان من الوكالة إلى الإذن بالتصرّف؟! هل يظنّ هؤلاء المراجع إن قانون المعذّريّة والمنجزيّة الأصولي سوف يقصّر وقوفهم أمام الله عزّ وجلّ وهم يمنحون وكلائهم تلك المأذونيّات الكبيرة في أموال الشيعة وحقوق فقرائهم؟! هل يُسوّغ لهؤلاء المراجع أن يمنحوا الوكالات لكلّ من هبّ ودبّ في بداية التأسيس لمشروع المرجعيّة والتنصّل عنها لاحقاً؛ لأن الغاية تبرّر الوسيلة؟!
أسئلة سنجيب عنها قريباً.