حينما يذبح المجلسي عقولنا!!

2 نوفمبر 2016
1520

للمرحوم محمد باقر المجلسي “1616ـ1698م” رسالة بالّلغة الفارسيّة حملت عنوان: “رسالة في حكمة شهادة الإمام الحسين “ع” وفلسفتها” تقع في سبعة وعشرين صفحة تقريباً، وقد حملت الرسالة مجموعة من التفسيرات والتحليلات أغربها ما يمكن عدّه #ذبحاً للعقل الشيعي من الوريد إلى الوريد، #وتكريساً للمنطق الأشعري في التعامل مع أشرف ثورة ومظلوميّة عرفها التاريخ الإسلامي؛ حيث قال ما ترجمته: “إنّ هذه القضيّة ـ أي الحكمة من شهادة الحسين (ع) ـ في الحقيقة من فروع مسألة القضاء والقدر التي وردت أحاديث كثيرة في النهي عن التفكير فيها، وبالتالي: فإنّ عدم التفكير في هذا الميدان أحوط وأولى”!! [مجموعه رسائل عقائدى: ص203].
#وأمّا صاحب الجواهر “1778ـ 1849م”فحيث إنّه محكوم برؤية الملهوف في تفسير هذه الثورة كلاميّاً: حاول أن يفسّر حركة الإمام الحسين “ع” ومواقفه تفسيراً ما ورائيّاً غير قابل للتقليد، وأكّد إنّ للحسين تكليفاً خاصّاً قد قدم عليه وبادر إلى إجابته، وإنّه معصوم من الخطأ لا يعترض على فعله ولا قوله، فلا يقاس عليه من كان تكليفه ظاهر الأدلّة والأخذ بعمومها وإطلاقها مرجّحاً بينها بالمرجّحات الظنيّة كما هو حالنا!! [الجواهر: ج21، ص296].
#أقول: إذا كانت واقعة كربلاء من أوّلها إلى آخرها تكليفاً خاصّاً لا يمكن لنا كشيعة التأسّي بها وتقليدها فما هو معنى إمامة الحسين “ع” بالنسبة لنا إذن؟! وهل إن الجانب المُقلَّد في واقعه كربلاء هو بُعدها المأساوي الداعي لاستحداث وسائل جديدة في استدرار العاطفة والدمعة ووضعها تحت عنوان الجزع الكبير؟! كلّ هذا يؤكّد ضرورة إعادة النظر في المنطلقات الكلاميّة والأصوليّة والمذهبيّة التي تطوّق عنق الباحث والفقيه أيضاً في دراسة النصوص والأحداث المرتبطة بسيرتهم “ع”.


تنطلق إجابات المركز من رؤية مقاصدية للدين، لا تجعله طلسماً مطلقاً لا يفهمه أحد من البشرية التي جاء من أجلها، ولا تميّعه بطريقةٍ تتجافى مع مبادئه وأطره وأهدافه... تضع مصادره بين أيديها مستلّةً فهماً عقلانياً ممنهجاً... لتثير بذلك دفائن العقول...