#يُروى صحيحاً: إن السيّد جلال الدين فقيه إيماني (1932 ـ 2008م) وفد إلى النجف قادماً من إيران لإكمال دراسته الحوزويّة وهو في سنّ (26)، ولم يكن حينها متزوّجاً، فالتحق في بداية الأمر بدرس السيّد الخوئي (1899ـ1992م)، لكن سرعان ما ترك درسه، ليحضر درس الشيخ حسين الحُلّي (1891ـ1974م)، الأخير الذي كانت له علاقة خاصّة بالطلّاب الإيرانيين؛ حتّى إن درسه كان بالّلغة الفارسيّة على غرار أستاذه النائيني (1859ـ 1936م)، وحينما سأله السيّد محمد باقر الصدر (1935ـ 1980م) عن سبب تركه لدرس الخوئي؟ أجابه فقيه إيماني: إن درس الحُلّي أدقّ وأفضل، فاقترح عليه الصدر أن يحضر الدرسين معاً، فرفض، وأجاب بأنّه يكتفي بحضور درس الحلّي… وبعد مدّة قصيرة من الزمن شاع في الأوساط موضوع مصاهرة فقيه إيماني للسيّد الخوئي، وبعد أن تمّت المصاهرة، وتزوّج من بنت السيّد الخوئي رجع إلى درسه، وترك درس الحُلّي، فما كان من السيّد محمد باقر الصدر إلا أن قال له ذات مرّة ممازحاً: لقد تبيّن لنا الآن إن أحد أدلّة الأعلميّة هي: المصاهرة، لم نزل ندعوك إلى حضور درس الخوئي فلم تستجب وقلت: بأنّ درس الحُلّي أدقّ وأفضل، ولمّا صاهرته تركت درس الحُلّي رجعت إلى درس الخوئي!!
#أقول: رغم إن السيّد محمد باقر الصدر تكلّم مع فقيه إيماني بطريقة مازحة، لكنّ ما أثاره “رحمه الله” من مقياس يُعتبر نقطة جدّية وسيّالة في حوزاتنا العلميّة؛ فالإشارة إلى أعلميّة أحدٍ أو فقاهته من قبل بعض المجتهدين والفضلاء ترتبط بمجموعة من المصاهرات والوكالات والاعتماديّات والعلاقات… وغير ذلك من أمور، ويندر أن تكون هذه الإشارات خالصة لوجهه تعالى، ومتأتّية عن طريق البحث والتنقيب والاستقصاء والمتابعة؛ لذا وجب التنويه.