حتّى كتابة القرآن في زمن الرّسول لا تنتج اهتماماً!!

سنفترض أنّ جميع الصّحابة كانوا يكتبون القرآن من فم الرّسول مباشرة وكان بعضهم يحفظ ذلك بالتّلقين المباشر منه أيضاً، وبالتّالي: حُفظ جميع القرآن النّازل أو الصّادر في حياة الرّسول كما يردّد بعض البسطاء والمساكين، لكنّ السّؤال الّذي يجهل جدوائيّته هؤلاء هو التّالي: ما الّذي يضمن حقّانيّة تلقّي هؤلاء الصّحابة للقرآن من الرّسول بنحو المطابقة التّامة، الا ترون أنّ التّلاميذ الجالسين تحت منبر الأستاذ الواحد يختلفون فيما بينهم في تلقّي وضبط المعلومات من أستاذهم، فكيف بنصّ بهذا الحجم الحجيم، بل المرويّ بأصحّ الأسانيد عندهم هو: اختلافهم في الحفظ وتلقّي المفردات القرآنيّة أيضاً!!

ولنترك هذا وذاك، فمن هي الجهة السّماويّة المكلّفة بمراجعة مكتوبات هؤلاء الصّحابة لتميّز صوابها من خطئها؟! أ لا نلاحظ أنفسنا حينما نكتب مقالاً بسيطاً في سطور قليلة ونراجعه عدّة مرّات فنكتشف بعض الأخطاء في كتابته أحياناً، فكيف والرّسول لا يعرف القراءة والكتابة كما هو رأي عموم علماء الإسلام، كما لا يوجد أيّ دليل روائيّ لفظيّ ينصّ على مراجعته للمكتوبات وتصحيحها وتقويمها!!

لنفكّر قليلاً بمثل هذه الأمور الكبرى والمصيريّة؛ وسوف نعرف أنّها لا تُعالج بطريقة العنتريّات العشائريّة العاطفيّة ولا بمنطق “يلاگونه لو بيهم زود”؛ فهذه أمور علميّة ينبغي التّفكير فيها بهدوء، ومراجعة مصادرها الأمّ والأساس بعقلانيّة وحياد، والابتعاد عن الانتقاء والتّبعيض والاستحسان في تناولها، ومن غير ذلك سنعوم على السّطح، ونعيد المكرّرات المعروفة في الأوساط الدّينيّة والمذهبيّة المرتكزة إمّا على عدالة الصّحابة أو إقرار الأئمّة لإسكات الأسئلة وتمييعها، وكلا المرتكزين كما ترى، فتأمّل كثيراً كثيراً، والله من وراء القصد.

https://www.facebook.com/jamkirann/posts/3602636719858626