حبّ يعقوب ليوسف عليهما السلام

يمكن أن يقال: إن الحبّ والبغض الذي نهت عنه التعاليم الدينيّة هو الذي ينشأ من ميول قلبيّة وعاطفيّة صرفة، لا ترتكز إلى مبررات موضوعيّة، لكن إذا توفّرت هذه المبرّرات فيضحى الحب والبغض أمر قهري لا مندوحة منه؛ انطلاقاً من الضرورة الدينيّة التي تقول: من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق.
وحيث إن يوسف عليه السلام كان مُمَيَّزاً في أفعاله وأقواله في صباه وطليعة أيامه، منفرداً في ذلك عن أخوته وبني أبيه، فكان حبّه من قبل أبيه مبرّراً، وربما تشاهد ذلك أيضاً بين أولادك الصغار؛ حيث يتمايزون بالاستعدادات والقابليات، فتودّ أحدهم أكثر من أخيه لقابلياته التي تتجاوز عمره الطبيعي في بعض الأحيان.