حاكميّة نصوص الصّادقين “ع” على مشايخ الرّواة!!

يُعد إبراهيم بن هاشم القمّي من كبار المحدّثين الشّيعة ممّن عاصر الإمام الرّضا والجّواد والهادي والعسكري “ع”، وهو أوّل من نشر حديث الكوفيين في قم كما نصّ على ذلك متقدّمو الأصحاب، وقد روى عن مشايخ كثيرة بلغ عددهم زهاء مائة وستّين شخصاً، ووقع في أسناد كثير من الرّوايات بلغت ستّة آلاف وأربعمائة وأربعة عشر مورداً، ولا يوجد في الرّواة مثله في كثرة الرّواية، لكنّ المؤسف إنّ هذا الرّجل لم يوثّق توثيقاً خاصّاً من قبل الرّجاليين المتقدّمين كما لم يُضعّف أيضاً، من هنا حار المتأخّرون في تفسير ذلك، وطرحوا وجوهاً مختلفة لتوثيقه والأخذ بمرويّاته، ولا يعنينا هذا الأمر في الوقت الحاضر ولا نجد حاجة للخوض فيه، ولكن ما يعنينا هو التّالي:
#رغم إنّ إبراهيم بن هاشم القمّي قد عاصر أربعة من الأئمّة “ع” كما ذكرنا ذلك آنفاً لكنّه لم يرو عنهم بشكل مباشر سوى روايات قليلة قد لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، وعموم مرويّاته كانت عن الأئمّة المتقدّمين لمن عاصرهم وبشكل غير مباشر بكلّ تأكيد، وإذا عرفنا إنّ المرويّات عن الرّضا “ع” في الكتب الأربعة لا تتجاوز الـ: “500” رواية، وإنّ المرويّات عن الجّواد والهادي والعسكري “ع” لا تتعدّى الـ “100” رواية أيضاً، خصوصاً وإنّ مرويّات الأخيرين “ع” هي مكاتبات وتوقيعات وليست نصوص مباشرة كما أحصى ذلك بعض المحقّقين… أقول إذا عرفنا ذلك تأكّد ما قلناه سلفاً من: #إنّ المرجعيّة العلميّة الحاكمة والمعروفة والواضحة في ذلك الوقت بالنّسبة للأصحاب هي: نصوص الصّادقين “ع” الّتي شكّلت الأغلبيّة السّاحقة من التّراث الحديثي الشّيعي، والّتي وفّرت لهم مادّة فقهيّة وعقديّة واسعة وغنيّة يمكنهم من خلالها إجابة أسئلتهم ومستحدثات مسائلهم بعيداً عن تجاذبات الغلاة والمتكلّمين من أصحاب الطّموحات السياسيّة وغيرها، #ولعلّ هذا أحد الأسباب الّتي دعتنا إلى اعتماد فهم ممثّلي الاتّجاه الرّسمي لأصحاب الأئمّة المتوسّطين والمتقدّمين “ع” كمرجعيّة حصريّة في فهم الإمامة الشّيعيّة ودوائرها، وسنعمّق هذا البحث في القادم من المقالات إن شاء الله تعالى.