المراجع المتماهون مع أحلام الشّباب واندفاعاتهم يستقطبون هؤلاء ومن هو على شاكلتهم بكلمات معسولة من هنا وهناك تتحدّث عن الإسلام والمذهب المثالي والحركي الّذي يتلوّن ويتغيّر وفقاً للتطلّعات والتمنّيات، بل والمنسجم تمام الانسجام مع القيم الأخلاقيّة والعلم، لكنّهم لا يستطيعون تقعيدها فقهيّاً والتّأصيل لها نظريّاً وفق ضوابط الاستنباط والاجتهاد المعروفة والمسلّمة، فينعكس خلافها بوضوح في […]
المراجع المتماهون مع أحلام الشّباب واندفاعاتهم يستقطبون هؤلاء ومن هو على شاكلتهم بكلمات معسولة من هنا وهناك تتحدّث عن الإسلام والمذهب المثالي والحركي الّذي يتلوّن ويتغيّر وفقاً للتطلّعات والتمنّيات، بل والمنسجم تمام الانسجام مع القيم الأخلاقيّة والعلم، لكنّهم لا يستطيعون تقعيدها فقهيّاً والتّأصيل لها نظريّاً وفق ضوابط الاستنباط والاجتهاد المعروفة والمسلّمة، فينعكس خلافها بوضوح في فتاواهم وآثارهم وفلتات ألسنتهم وقد لا يعرفها إلّا الخبير.
وحينما تُعرض هذه الحقائق أمام هؤلاء الشّباب تثور ثائرهم وتنتفخ أوداجهم، ولا يقبلون بأنّهم قد أكلوا الطُعم ليس إلّا، وعليهم أن يعوا ويعرفوا: أنّ التّجديد الّتي يطرحه هؤلاء وغيرهم هو في جزئيّات صغيرة جدّاً لا قيمة لها في موازين العلم الجادّ، والأساسات الكلاميّة والفقهيّة باقية كما هي دونما أيّ تغيير، ولهذا ذكّرنا بالمثل الّذي يقول: لا ينبغي للطّنجرة أن تعيب على إبريق الشّاي سواده؛ لأنّ الجميع يرتضع من ثدي واحد، فليُتأمّل كثيراً كثيراً، والله من وراء القصد.