#من حقّك أن تستفهم وتقول: لماذا هذا الاختلاف في تاريخ رحيل بضعة الرّسول الأكرم فاطمة الزّهراء “ع”؛ فهناك فاطمية أولى، وفاطميّة ثانية، وفاطميّة ثالثة، أ ليس من المناسب حسم هذا الأمر بتاريخ خاصّ، فيجتمع الشّيعة في كلّ أنحاء العالم على إحياء ذكرها وتخليدها فيه، ونترك النّاس تمارس طقوسها اليوميّة في بقيّة الأيّام من غير غضاضة ولا حرج، ومن دون التّهم المعروفة والجّاهزة؟!
#سأترك المجال للشّيخ مرتضى المقتدائي المدير السّابق لحوزة قم يحدّثنا عن سبب ذلك من خلال قصّة نقلها في مجلس درسه قبل سنوات؛ حيث قال: تشرّفت إلى حجّ بيت الله الحرام لأوّل مرّة في عام: “1967م”، وقد رأيت الشّيخ علي كاشف الغطاء هناك ودارت بيننا أحاديث مختلفة ومتنوّعة، ومنها هذه الحكاية:
#عزم جدّنا الشيّخ جعفر كاشف الغطاء الكبير على أن يبحث تاريخ وفاة الزّهراء “ع” بشكل دقيق؛ لأنّ هذا الأمر يوحّد مجالس العزاء بين المؤمنين، فجمع بين يديه جميع الكتب السُنّيّة والشّيعيّة المتعلّقة بهذا الموضوع، وفي هذه الفترة رأت والدته: الزّهراء “ع” في عالم الرؤيا، وهي تقول لها بغضب: ما هذا العمل الّذي يريد ولدك القيام به… أ يريد أن يقلّل من أيّام وفاتي وشهادتي؟! فهرعت الأمّ إلى غرفة ولدها في منتصف الّليل وهي لا تعلم بنيّته، فرأت الكتب متراكمة حول الشّيخ حتّى أضاعت شخصه على الرّآئي، فخاطبته: يا ولدي ماذا تريد أن تفعل حتّى أوجبت غضب فاطمة الزّهراء “ع” عليك؟! فقال لها: ما الخبر؟ فقّصت عليه الحلم… ففهم الشّيخ إنّ ما يقوم به من عمل غير مرضٍ للزّهراء “ع”، فجمع بساط بحثه وترك الأمر كما هو حالياً!!!
#والّلطيف: إن شيخنا الوحيد الخراساني كان قد نقل هذه القضيّة بعينها إلى الشّيخ مقتدائي ولكن بنحو مرسل دون ذكر السند، فأخبره مقتدائي بسند هذه الحكاية ففرح الوحيد كثيراً، وطلب منه نجل الوحيد أن يسجّل هذا السند أيضاً كما أخبر المقتدائي في درسه الفقهي.
#أقول: ربّما تكون الرؤيا واقعيّة، وربّما يكون امتناع المرحوم جعفر كاشف الغطاء عن متابعة الموضوع واقعيّاً أيضاً، جميع هذه الأمور لا تهمّني على الإطلاق، ولكن الّذي يهمّني ما يلي: ما هي المصلحة الّتي وجدتها الزّهراء ع في منع البحث والتّحقيق في تاريخ رحيلها؟! إلى متى نستخفّ بعقول الشّيعة بمثل هذه المرويّات على منابرنا؟! هل سيحترمنا أبناؤنا وأحفادنا ونحن نصدّق مثل هذه المرويّات ونبني مشاريعنا العلميّة والدينيّة عليها؟!