#قبل أن نبدأ بسلسلة أبحاث المهدويّة الإثني عشريّة أجد من الّلازم التّذكير بالمطلب السيّال الّذي طالما أشرنا لبعض تجليّاته في بحوثنا المتقدّمة وهو: إنّ الضّعف السّندي لآحاد الرّوايات الّتي سنتطرّق إليها غير ضار فيما نطمح إليه من مناقشة لهذه العقيدة واستعراض بعض هناتها أمام الجمهور؛ وذلك لأنّنا نريد أن نوضّح للقارئ النّابه ـ وأتمنّى التّركيز على هذا الوصف ـ إنّ نظريّة المهدويّة الإثني عشريّة بعرضها العريض إنّما نُظّر لها وسوّق لمفرداتها ـ من قبل كبار مشايخ الطّائفة في عصر التأسيس ـ على أساس هذه المرويّات ذات المجاهيل والبعد الاسطوري الواضح، #وعلى هذا الأساس: فليس من المعقول أن نأتي إلى رواية وظّفها رئيس المحدّثين الإثني عشريّة الصّدوق في تراثه العقائدي أو شيخ الطّائفة الإثني عشريّة الطّوسي في كتابه الغيبة مثلاً لتعميق فكرة المهدويّة الإثني عشريّة في أذهان مخاطبيهم ومع هذا كلّه نناقشها بشمّاعة ضعف السّند كي نلجم أفواه من يستعرض هناتها أمام الجمهور لتسخيف عقله وتسذيجه وإبعاده عن الإصغاء لمشكلاتها؛ وذلك لأنّنا نعلم علم اليقين إنّ بعض المقولات العقائديّة الإثني عشريّة ما مرّرت وبُسطت سطوتها وهيمنتها إلّا بأمثال هذه المرويات المعتمدة لدى شيوخ الطّائفة في عصر التأسيس وهم يعلمون أيضاً بمجهوليّة أو ضعف بعض رجال سندها، نعم؛ ضعفها السّندي أو الدّلالي وفقاً لمقايسنا المتأخّرة يحرجنا كثيراً كثيراً من ناحية الالتزام بها والصّمت عن هناتها تحت ذريعة المسلّمات والضّروريّات، ولست أدري أيّ مسلّمات وضروريّات هذه وهي تفتقر إلى أبسط مقوّمات الوضوح، #فتأمّل إن كنت من أهله ولا تكرّر هذه السّفاسف والمكرّرات.
#المهدويّة_الإثنا_عشريّة
#ميثاق_العسر