تجارة بناء الأضرحة والقبور!!

#لم يألوا الإيرانيّون جهداً إلّا وبذلوه في سبيل تعظيم مقام المرحوم مرتضى المطهري بعد شهادته؛ فأسّسوا مؤسّسة باسمه؛ ونشروا حتّى قصّاصات تراثه ولا زالوا، بل أخذوا يتحدّثون عن حكمة خاصّة به أطلقوا عليها بالفارسيّة وصف: “حكمت مطهر”، ومع هذا كلّه لم يهتموا بقبره بنفس الطّريقة الّتي اهتمّوا بها في نشر تراثه؛ فكان قبراً عاديّاً كقبور بقيّة المراجع والفقهاء والعلماء في جنب السيدة فاطمة بنت الإمام موسى بن جعفر الكاظم “ع” المعروفة بالمعصومة في مدينة قم، بلا ضريح ولا تشكيلات ولا أمانة ولا هم يحزنون.
#أمّا جُلّ العراقيّين فطريقتهم في تعظيم علمائهم تختلف تماماً؛ ففي نفس الوقت الّذي كان فيه هذا العالم في خدمة الجّميع، يتحوّل جسده بعد وفاته إلى ملك عضوض لأسرته ومقرّبيه حصراً، فتُخصّص قطع الأراضي الواسعة لتُشيّد الأضرحة والمنارات عليها، أمّا تراثه فهو آخر الاهتمامات… . #وفي الحقيقة: إنّ علينا أن نعي جيّداً إنّ تعظيم الكبار يكون من خلال إحياء تراثهم ومسيرتهم وتشجيع الدّراسات النّقديّة لكلماتهم ومواقفهم؛ فهذه الأمور هي الّتي تبقى في التّاريخ والقلوب، أمّا بناء الأضرحة والمنارات والهياكل فهي بدعة تهدف إلى تكوين زعامات أسريّة لا تتّكأ على أساس العلم، والله من وراء القصد.