#ثمّة غموض رهيب يكتنف أصل كيفيّة ارتباط الحسن العسكري “ع” بوالدة المهدي المفترضة حتّى حصول تلك الولادة الغامضة أيضاً، وأسباب هذا الغموض المتأخّر عديدة لكنّ يمكن ـ في تقديري ـ اختزالها في سببين:
#الأوّل: عدم وضوح هذه العلاقة في الأوساط الاجتماعيّة حينها؛ لأنّ العسكري “ع” ابن الثّامنة والعشرين ربيعاً لم يتزوّج زواجاً اجتماعيّاً كما هو شأن الزّيجات المتعارفة في الأوساط الإسلاميّة، بل كانت لديه سراري اتّخذها للوطء فقط كما هو حال أبيه الهادي “ع”، وطبيعة التّسري تقتضي السريّة لا الإشهار كما هو واضح، وبالتّالي: فحبلها سيكون كذلك أيضاً.
#الثّاني: واجه القصّاصون مشكلة عميقة بعد رحيل العسكري “ع” بسنوات قصيرة في سبيل سدّ الثّغرة الّتي خلّفها رحيله دون ولد، وفي سياق وجهة النظر الّتي تبنّاها الوكيل المالي للعسكري “ع” من دعوى إنّه خلّف ولداً من جارية له ـ سيأتي الحديث عنها ـ بدأ القصّاصون بكتابة سيناريوهات كثيرة عن جنس وعرق هذه الجارية، وعن كيفيّة ارتباط العسكري “ع” بها، وعن العناية الإلهيّة الّتي اكتنفت الحبل والولادة… إلخ من تفاصيل مذهلة سنتوقّف عندها تفصيلاً أيضاً، وحيث إنّهم لم يجدوا نافذة للولوج إلى هذه الحياة الشّخصيّة المرتبطة بالعسكري “ع” اضطروا إلى توظيف راوية اسمها حكيمة أو خديجة والّتي سيأتي الكلام عن حقيقتها ولحظة توظيفها لاحقاً.
#أعرف إنّ مهمّة استعراض جميع تفاصيل هذه السّيناريوهات في وسائل التّواصل مملّة ومرهقة، لكنّها ضرورية بعض الشّيء في سبيل تفهّم حجم الدّهليز الّذي دخلنا فيه منذ أكثر من ألف سنة والّذي أحكمت أبوابه ونوافذه ببركة أدوات الصّناعة الفقهيّة لفقهائنا الكرام، والله من وراء القصد.
#المهدويّة_الإثنا_عشريّة
#ميثاق_العسر