#روى الصّدوق بإسناد معتبر عند متشدّديهم عن علي بن موسى الرّضا “ع” القول: «للإمام علامات، يكون أعلم النّاس؛ وأحكم النّاس؛ وأتقى النّاس؛ وأحلم النّاس؛ وأشجع النّاس؛ وأسخى النّاس؛ وأعبد النّاس؛ ويولد مختوناً، ويكون مُطهراً، ويرى من خلفه كما يرى من بين يديه، ولا يكون له ظلّ، وإذا وقع على الأرض من بطن أمّه وقع على راحتيه، رافعاً صوته بالشّهادتين…إلخ». [معاني الأخبار: ص102؛ العيون: ج2، ص212؛ الخصال: ج2، ص527؛ الفقيه: ج4، ص418؛ ].
#أقول: إذا كانت هذه المواصفات موجودة في الإمام، وبعضها ظاهر واضح كقصّة عدم وجود ظلّ له فلماذا احتارت النّاس في أيّامهم فيه، ووقع خُلّص أصحابهم “ع” في حيرة وضلال في معرفة الإمام الّلاحق؟! أ لم يكن بإمكانهم أن يطلبوا ممّن يشكّون في إمامته أن يقف في الشّمس فإن لم يكن له ظلّ فيثبت إنّه هو الإمام، وإن كان له ظلّ فهو مفترٍ كذّاب؟!
#اعتقد إنّنا بحاجة ماسّة إلى غربلة موروثنا الرّوائي من هذه الشّوائب المخيّبة، وأوّل خطوة في ذلك تبدأ بقراءة توجهات الرّواة وسياقاتهم الفكريّة وصراعاتهم فيما بينهم؛ لرؤية مدى انعكاسها على مرويّاتهم ونصوصهم المنقولة والّتي تحوّلت بعد ذلك إلى ضرورات مذهبيّة في المخيلة الشّيعية يستحيل النّقاش فيها أو دغدغتها للأسف الشّديد، والله المعين والمعاون.