#روى الكليني عن أستاذه حميد بن زياد [الكربلائي] أكثر من ثلاثمائة حديث توزّعت على عموم أجزاء الكافي، كما إنّ حميد بن زياد قد وقع في أسناد كثير من الرّوايات بلغت أربعمائة وثمانية وسبعين مورداً، وحميد بن زياد عند الرّجاليين الشّيعة: ثقة كثير التصانيف، روى الأصول أكثرها، له كتب كثيرة على عدد كتب الأصول؛ عالم جليل؛ واسع العلم؛ فقيه كثير الدّراية، وجيهٌ…، وكانت وفاته في سنة: “311هـ” أي في عصر ما يُصطلح عليه بالغيبة الصّغرى.
#الّلافت والغريب: إنّ حميد بن زياد كان واقفيّاً على خطى أساتذته الثّقات أيضاً؛ بمعنى: إنّه كان يعتقد بأنّ الكاظم ع هو القائم المهديّ الّذي بشّرت به النّصوص الرّوائيّة، وبالتّالي فهو منكر لإمامة جميع الأئمّة من بعد الكاظم “ع” فضلاً عن أن يكون مؤمناً بمهديّهم “ع” أيضاً، وهنا بودّي أن أسأل المهتمّين بعض الأسئلة:
#إذا كانت نصوص الإمامة والمهدويّة بصياغتها وتطبيقاتها الشّيعيّة الأثني عشريّة واضحة وجليّة بين خُلّص أصحاب الأئمّة المتقدّمين والمتوسّطين “ع” ورواة حديثهم فهل يُعقل أن يتمسّك حميد بن زياد بعقيدة الوقف ويُطبّق روايات ومرويّات المهدويّة على الكاظم “ع” بعد مرور مئة وثمان وعشرين سنة من وفاته “ع” وهو الفقيه والعالم الجّليل الّذي روى أكثر الأصول كما أسلفنا؟!وهل كانت الدّراهم والدّنانير ـ وهي الكذبة والشّماعة الدّائميّة ـ هي من تقف وراء هذه الصّلابة في العقيدة الّتي أظهرها هو وأساتذته أيضاً؟! ولماذا لم ينبذه ويسقّطه علماء المذهب المؤسّسون دينيّاً واجتماعيّاً وثقافيّاً… كما هي العادة في هذه الأيّام مع من يختلف معهم في الرأي؟!
#اعتقد إنّنا بحاجة إلى التّفكير العميق في هذه الإثارات بمعزلٍ عن هاجس إنّ هذه الإثاراث سوف تؤول إلى زعزعة قلاع المذهب؛ وعلينا التّفريق جيّداً بين المذهب كمكوّن اجتماعي وسياسي ينبغي الاستقتال في سبيله وبذل الغالي والنّفيس من أجله وبين المذهب كمكوّن فكري وثقافي وعقدي وفقهي ينبغي نقده وتقويم أصوله ومفرداته في سبيل تطويره، والله من وراء القصد.