بین فقاهة البهائي وفقاهة الخوئي

27 أكتوبر 2016
1696

«إن المكلّف إذا بذل جهده في تحصيل الدليل، فليس عليه شيء إذا كان مخطأً في اعتقاده، ولا يُخلّد في النّار، وإن كان بخلاف أهل الحقّ».
أجل؛ هذا هو الرأي المنقول عن الشيخ البهائي المتوفي في سنة ثلاثين بعد الألف من الهجرة، وهو الفقيه المتبحّر الجامع بين المعقول والمنقول كما يصفه بذلك أغلب من ترجم حياته…، وبعد ما يقرب من (400) سنة نلاحظ إن الفقاهة قد تطوّرت بنحو مختلف، فها هو السيّد الخوئي المتوفي في سنة (1413هـ) يقرّر ما يلي: «فالصحيح الحكم بطهارة جميع المخالفين للشيعة الاثني عشرية، وإسلامهم ظاهراً… وإن كان جميعهم في الحقيقة كافرين، وهم الذين سمّيناهم بمسلم الدنيا وكافر الآخرة».
وبغض النظر عن محاولات بعض المرجفين لافتراض عدم وجود تصادم بين هذين القولين والأفقين في التفكير وأساليب الجمع بينهما، أتمنّى من الباحثين الكرام أن يجيبوني على الأسئلة التالية:
على ماذا ترتكز ثقافة المجتمع الشيعي المعاصر؟ ومن هو الذي يقف وراء تعميقها؟ هل هو: النصوص القرآنيّة والروائيّة، أم فهم الفقهاء لها؟! وإلى متى ندفع الثمن تلو الثمن جرّاء ذلك؟!


تنطلق إجابات المركز من رؤية مقاصدية للدين، لا تجعله طلسماً مطلقاً لا يفهمه أحد من البشرية التي جاء من أجلها، ولا تميّعه بطريقةٍ تتجافى مع مبادئه وأطره وأهدافه... تضع مصادره بين أيديها مستلّةً فهماً عقلانياً ممنهجاً... لتثير بذلك دفائن العقول...