#ربّما نسمع بعضهم يبرّر صمت قادتنا حيال بعض الأمور الخطيرة التي تحصل في الواقع الشيعي بكونه حكمة وحنكة ناتجة من رؤية قبليّة للأمور، وربّما يضيفوا إلى هذا الأمر شاهداً علويّاً ببيان: إن عليّاً “ع” سكت عن كثير من البدع في أيام خلافته؛ ولم يتمكّن من رفعها أو تغييرها؛ لأنّه يعلم بحجم المخاطر التي ستنشأ منها، وتترتّب على مواجهتها!!
#وفي مقام التعليق على هذه المغالطة أقول: هناك فرق بين صمت الإنسان الذي تمليه عليه رؤيةٌ قبليّةٌ، ودراسةٌ وحكمةٌ وحنكةٌ قرّرت له إن النطق غير مجدٍ ولا نافع، وبين صمت الإنسان الناشيء من أسباب #سايكلوجيّة ليس لها علاقة بالرؤية القبليّة ولا بالحكمة ولا بالحنكة التي قد تجتمع معها #صدفة أحياناً، وما نحن فيه من قبيل الثاني لا من قبيل الأوّل؛ فعليٌّ “ع” الذي يحاول بعضهم أن يلصق صمته به لم يسكت عن بدعة “جماعة” صلاة التراويح كما يصوّرون، بل أمر نجله الحسن أن يرفع صوته وينادي في الكوفة جهاراً نهاراً: لا صلاة جماعة في شهر رمضان، ولكن حينما رأى ردّة فعل الناس السلبيّة ومناداتهم: واعمراه واعمراه، قال للحسن دعهم يصلّون!! [تهذيب الأحكام: ج3، ص70].
#وإذا اعترض عليّ أحدٌ وقال: إن من تعنيهم يعلمون مسبقاً بحصول مشاكل تعصف في الواقع الشيعي؛ فقرّروا الصمت حفاظاً على وحدة هذا المكوّن!!، فسأجيبه: وهل إنّ عليّاً لم يكن يعلم بحصول هذه المشاكل مثلاً، وهل نقصته الخبرة والحنكة الاجتماعيّة والدينيّة وهو يأمر الحسن بمنع الناس من الصلاة جماعة في شهر رمضان؟!
#أجل؛ ربّما رأي عليٌّ إن جماعة صلاة التراويح ـ بغض النظر عن مشروعيّتها ـ لا تسلب أحدٌ حقّه ولا تنتهك الأعراض ولا الممتلكات ولا تغيّر وجه الإسلام أيضاً، فتركها كما هي من غير أن يجرّد سيفه للقضاء عليها رغم تصريحه بخطأها، وتسجيل موقفه الرافض لها، ولكن هل سكت عن معاوية وظلمه وابتزازاته؟!