فرق عظيم بين أن تقرأ الإسلام ورموزه وغزواته ونصوصه ومذاهبه وأحكامه وتعاليمه… إلخ بنظّارة المسلم المتدّين الّذي يبحث عمّا يقوّي إيمانه وعقيدته، وبين أن تقرأ كلّ هذه الأمور بنظّارة الباحث الموضوعيّ المحايد الّذي يبحث عن الحقيقة لا غير؛ فما يراه الثّاني لا يراه الأوّل، وما يحسبه الأوّل حقّاً لا يحسبه الثّاني سوى توهّمات وترقيعات وتمحّلات. […]
فرق عظيم بين أن تقرأ الإسلام ورموزه وغزواته ونصوصه ومذاهبه وأحكامه وتعاليمه… إلخ بنظّارة المسلم المتدّين الّذي يبحث عمّا يقوّي إيمانه وعقيدته، وبين أن تقرأ كلّ هذه الأمور بنظّارة الباحث الموضوعيّ المحايد الّذي يبحث عن الحقيقة لا غير؛ فما يراه الثّاني لا يراه الأوّل، وما يحسبه الأوّل حقّاً لا يحسبه الثّاني سوى توهّمات وترقيعات وتمحّلات.
وفي ضوء هذا التّفريق البديهيّ البسيط أقول: إذا كنت من الصّنف الأوّل فلن تجد في هذا المكان ما تطلبه وتتمنّاه أصلاً، بل حرّم عليك علماء الإسلام والمذاهب قراءة ما يضرّ ويخلخل عقائدك الّتي ولدت عليها، وطلبوا منك التمسّك بما يقولونه لك فقط، وأنا أيضاً أطلب منك الالتزام بقولهم، والابتعاد عن هذا المكان ما دمت مرتديّاً لتلك النّظارة.
أمّا إذا قرّرت خلعها في هذا المكان العلمي ـ وليس لي علاقة بقناعاتك الدّينيّة والمذهبيّة القلبيّة لكونها من خصوصيّاتك ـ فسوف تفيد وتستفيد، وسترى ما لم تكن قادراً على رؤيته وأنت ترتدي تلك النّظارة الدّينيّة والمذهبيّة، وبهذا تميّز جيّداً ما بين مقام البحث العلمي المجرّد، وما بين مقام الاعتقاديّات والمذهبيّات، فتأمّل في هذه السّطور كثيراً كي تعرف المراد، وبذلك تسقط المسؤوليّة الأخلاقيّة عن عواتقنا بعد أن أقمنا الحجّة عليك وأبلغناك بالمرامي والأهداف، فتدبّر كثيراً كثيراً، والله من وراء القصد.