#إذا مسحت واقعة كربلاء بمسحة غيبيّة محضة، وجعلت الحسين بن عليّ “ع” عارفاً عالماً بجميع أحداثها وتفاصيلها ودقّيّاتها قبل لحظة خروجه من مكّة وأراد بخروجه وممارساته الامتثال للتّكليف الخاصّ المُلقى على عاتقه فقط فسوف تتحوّل إلى مجرّد تمثيليّة لا تؤثّر في النّفوس سوى لحظة تمثيلها مهما زوّقناها ببيانات صناعيّة وفنيّة، بينما إذا فرضتها طبيعيّة واقعيّة […]
#إذا مسحت واقعة كربلاء بمسحة غيبيّة محضة، وجعلت الحسين بن عليّ “ع” عارفاً عالماً بجميع أحداثها وتفاصيلها ودقّيّاتها قبل لحظة خروجه من مكّة وأراد بخروجه وممارساته الامتثال للتّكليف الخاصّ المُلقى على عاتقه فقط فسوف تتحوّل إلى مجرّد تمثيليّة لا تؤثّر في النّفوس سوى لحظة تمثيلها مهما زوّقناها ببيانات صناعيّة وفنيّة، بينما إذا فرضتها طبيعيّة واقعيّة بشريّة دون رتوش كلاميّة ومذهبيّة ثقيلة فسوف تنهار إذا استحضرت غدر أهل الكوفة بالحسين “ع” بعد مراسلتهم إيّاه وطلبهم قدومه ومبايعته وإقدامهم بعد ذلك على قتله هو وأهل بيته بهذه الطّريقة البشعة والمفجعة، #بلى؛ إنّ المقولات الكلاميّة تُفسد مظلوميّة أبي الأحرار والشّهداء “ع” وتحوّلها إلى سيناريو معدّ له سلفاً، وما عليك إلّا أن تنساها وتمحيها من ذاكرتك وأنت تتخيّل صوته “روحي له الفداء” وهو يقول ـ كما روي عنه ـ : “هل من ناصر ينصرنا، هل من معين يعيننا…؟!”.