#إنّ ما يُصطلح عليهم بالمستبصرين عندي على نوعين:
#الأوّل: من درس وتعلّم وحصّل على الملكات العلميّة في مذهبه، وفتّش بعد ذلك فرأى في مذهبه خللاً ما فترك هذه المشاكل واختار إيجابيّات المذهب الشّيعي بشجاعة، لكنّه لم يؤمن بالأمور الّتي يراها سلبيّة في المذهب الشّيعي على الإطلاق، مقتصراً في عمله وممارساته واعتقاداته على الإيجابيّات، وهذا القسم نادرٌ جدّاً جدّاً.
#الثّاني: من كان تحوّله ناتجاً بالدّرجة الأساس من ظروف سياسيّة أو اقتصاديّة وما شابه ذلك، ولم يكن الدّافع العلمي البحثي المحض وراء هذا الموضوع، وهذا النّوع هو الّذي يشكّل معظم المتحوّلين.
#وما دعاني لذكر هذا التّنويع هو ما يُلحظ في شبكات التّواصل ومنتديات الحوار وحتّى الفضائيّات أيضاً من تحوّل هذا النّوع الثّاني من المستبصرين إلى أزمة حقيقيّة في واقعنا الشّيعي؛ حيث تراهم ملكيّين أكثر من الملك وحنبليّين أكثر من الحنابلة؛ فيهاجمون كلّ باحث شيعيّ يطرح تنويراً فكريّاً لا يتناغم مع المقولات الشّيعيّة الّتي حدت بهم للتحوّل؛ وكأنّهم يرون إنّ زعزعة هذه المقولات سيفسد عليهم تحوّلهم، مع إنّهم لو كانوا من القسم الأوّل لأراحوا واستراحوا، وأنا لا اتعقّل أن يتحوّل الإنسان من سلفيّ وهابيّ بالفطرة إلى شيعيّ موالٍ يؤمن بالخرافات والولائيّات حتّى الأخير؛ هذا نظير من كان شيعيّاً موالياً لطّاماً مطبّراً زاحفاً إلى كربلاء لأدنى مناسبة فيتحوّل بقدرة قادر إلى سلفيّ وهابي لا يؤمن بزيارة القبور ويعتبر جميع هذه الطّقوس شركيّات كفريّات مقصّراً ثوبه مطبقاً شفتيه على مسواكه معبّراً عن الحسين بن عليّ برضي الله عنه، فمثل هذا التحوّل لا يمكن أن يكون سببه البحث والتّنقيب المعرفي في معظم الأحوال، #من هنا أتمنّى على قنواتنا الفضائيّة الشّيعيّة الابتعاد عن توظيف هذه العناصر لأغراض سياسيّة معروفة، وعلى حوزاتنا أن تزجّهم في دورات تعليميّة تخصّصيّة لبناء فكرهم وترك حريّة الاختيار لهم بعد ذلك دون ضغوط، والله من وراء القصد.