المستأكلون بهم “ع” بين الماضي والحاضر!!

25 أكتوبر 2017
1372
ميثاق العسر

#نقل الكشّي في رجاله: إنّه وجد في كتاب “إثبات إمامة أمير المؤمنين” لمؤلّفه يحيى بن عبد الحميد الحماني ما يلي: قلت لشريك ـ ويبدو إنّه كان قاضياً في زمن الصّادق “ع” ـ: «إنّ أقواماً يزعمون أنّ جعفر بن محمّد [الصّادق “ع”] ضعيف في الحديث، فقال: أخبرك القصّة؛ كان جعفر بن محمّد رجلاً صالحاً مسلماً ورعاً، […]


#نقل الكشّي في رجاله: إنّه وجد في كتاب “إثبات إمامة أمير المؤمنين” لمؤلّفه يحيى بن عبد الحميد الحماني ما يلي: قلت لشريك ـ ويبدو إنّه كان قاضياً في زمن الصّادق “ع” ـ: «إنّ أقواماً يزعمون أنّ جعفر بن محمّد [الصّادق “ع”] ضعيف في الحديث، فقال: أخبرك القصّة؛ كان جعفر بن محمّد رجلاً صالحاً مسلماً ورعاً، فاكتنفه قوم جهّال يدخلون عليه ويخرجون ويقولون: حدّثنا جعفر بن محمّد، ويحدّثون بأحاديث كلّها منكرات كذب موضوعة على جعفر ليستأكلوا الناس بذلك ويأخذون منهم الدراهم، وكانوا يأتون من ذلك بكلّ منكر، فسمعت العوامّ بذلك منهم، فمنهم من هلك ومنهم من أنكر، وهؤلاء مثل المفضّل بن عمر وبنان وعمرو النبطي وغيرهم؛ ذكروا أنّ جعفر حدّثهم: أنّ معرفة الإمام تكفي من الصلاة والصوم، وحدّثهم عن أبيه عن جدّه، وأنّه حدّثهم قبل‏ يوم القيامة، وأنّ عليّاً “ع” في السحاب يطير مع الريح، وأنّه كان يتكلّم بعد الموت، وأنّه كان يتحرّك على المغتسل، وأنّ إله السماء هو الله وإله الأرض الإمام، فجعلوا للّه شريكاً جهّال، والله ما قال جعفر شيئاً من هذا قطّ؛ كان جعفر أتقى لله وأورع من ذلك، فسمع الناس ذلك فضعّفوه؛ ولو رأيت جعفراً لعلمت أنّه واحد [من] الناس». [رجال الكشّي: ج2، ص616].
#أقول: مع إغماض الطّرف عن رواة هذه القضيّة ونسبهم وعقيدتهم وعن الاسماء الّتي جاءت فيها أيضاً، لكنّي أوردتها لكي أوقع القارئ الكريم على نزرٍ يسير ممّا عاناه الإمام جعفر بن محمد الصّادق “ع” في زمانه من بعض العاطفيّين الملتصقين به، وها نحن إلى هذا اليوم ندفع ثمنه على جميع المستويات، لكن السّؤال الحريّ بالإجابة هو: هل كان الإمام “ع” يواجه أمثال هؤلاء المحبّين وغيرهم بحدّيّة دائماً أم كان يمارس العناوين الثّانويّة لاحتوائهم ولملمتهم في بعض الأحيان؟!… تابعونا لنعرف الحقيقة، والله من وراء القصد.


تنطلق إجابات المركز من رؤية مقاصدية للدين، لا تجعله طلسماً مطلقاً لا يفهمه أحد من البشرية التي جاء من أجلها، ولا تميّعه بطريقةٍ تتجافى مع مبادئه وأطره وأهدافه... تضع مصادره بين أيديها مستلّةً فهماً عقلانياً ممنهجاً... لتثير بذلك دفائن العقول...