الكيل بمكيالين آفة مرجعيّة!!

#لو كان المرجع (X) يفتي باستحباب التطبير ويُفتي أغلب المراجع الباقين بخلافه، فهل سيغيّر هذا المرجع رأيه وينصاع لقناعات الآخرين مثلاً؟ أو يتمنّى على مقلّدي غيره تفّهم ثقافة الاختلاف الفقهيّ، ويدعوهم للتعايش مع هذا الاختلاف بروح رياضيّة علميّة؟
#تذكرّني منشورات بعض أخواننا الداعية لنبذ التطبير وغيره من أساليب التعبير التي نراها عند شرائح كبيرة من أبناء مذهبنا: بفتوى بعض مراجعنا في مسألة الهلال في شهر رمضان؛ فرغم كونها تخالف فتوى أغلب المراجع (المعاصرين)، لكنّه لم ولن يغيّرها حتّى وإن ترتّب عليها ألف عنوان، بل طلب من الجميع أن يتعلّموا ثقافة الاختلاف في الفتوى، وإن ما طرحه يستند إلى دليل، وهو أمر طبيعيّ وسليم.
#أقول: لا يتحمّل بسطاء الناس مسؤوليّة ترشيد أساليب التعبير عن عواطفهم العاشورائيّة لكي نقرّعهم ونوجّه الّلوم إليهم؛ ما دام مراجع تقليدهم يحبذون لهم ذلك. أمّا المرجع الذي لا يُعرف رأيه في هذه المسألة ويتحرّج من إبداءه لعدّة أسباب، فأدعو مقلديه للتظاهر أمام مكتبه ليستخرجوا منه موقفاً صريحاً وواضحاً ومنقّطاً؛ فالمسألة لا تتحمّل الصمت؛ فربما يكون التطبير مستحبّاً عنده، وبسكوته حَرَم مقلديه من ثوابه العظيم، وربّما يكون حراماً عنده، وبصمته أوقع مقلديه في الحرام، وربّما يكون مباحاً في هذه الظروف عنده، وبنُطقه يُغلق باب بعض الدكاكين…، وبهذه الطريقة نتخلّص من هذه المعزوفة السنويّة التي وسّعت من نطاق خلافاتنا الداخليّة، وخلّفت انقسامات لا تُحمد عقباها.