إذا أردنا أن نفكّر بطريقة برغماتيّة كما يفكّر الكبار فنقول: إذا كانت الطّقوس المذهبيّة والعاشورائيّة بأنواعها المتكاثرة يوماً بعد يوم تُسهم في ضبط عقال النّاس والسّيطرة على تحرّكاتهم وتوجّهاتهم وإمساك نواصيهم بمعزل عن الموقف الفقهيّ الصّحيح منها، فإن الغناء أيضاً يؤدّي الدّور نفسه بل وزيادة عند شرائح واسعة جدّاً من المجتمع بما فيهم المجتمع المُشارك […]
إذا أردنا أن نفكّر بطريقة برغماتيّة كما يفكّر الكبار فنقول: إذا كانت الطّقوس المذهبيّة والعاشورائيّة بأنواعها المتكاثرة يوماً بعد يوم تُسهم في ضبط عقال النّاس والسّيطرة على تحرّكاتهم وتوجّهاتهم وإمساك نواصيهم بمعزل عن الموقف الفقهيّ الصّحيح منها، فإن الغناء أيضاً يؤدّي الدّور نفسه بل وزيادة عند شرائح واسعة جدّاً من المجتمع بما فيهم المجتمع المُشارك في تلك الطّقوس بمعزل عن الموقف الفقهيّ الصّحيح منه.
ولهذا فالصّحيح عمليّاً: أن نتعامل معه بواقعيّة ولو من هذه الزّاوية البرغماتيّة النّافعة ما دام لم يُسهم في طمس المُثل الأخلاقيّة العُليا، وأنّ نوضّح الموقف الفقهيّ الصّحيح ـ لمن يطلبه ويكترث به ـ من جميع أقسامه بمعزل عن الاحتياطات المتأخّرة والعناوين الثّانويّة الّتي هي سمة فتاوى المتأخّرين، وأن نعي جيّداً بأنّ دور رجل الدّين الحقيقيّ لا يتجاوز الوعظ والإرشاد، وللنّاس فيما يعشقون مذاهب، فليُتأمّل كثيراً، والله من وراء القصد.