العلاقة بين أحكام الغنّة وقواعد الاجتهاد المعاصر!!

13 أكتوبر 2016
1286

يذهب البروفيسور الإيراني المتنوّر مدرسي الطباطبائي بحقّ إلى: “إن من يريد أن يدّعي إن مقولات علم أصول الفقه المعاصر هي المفتاح السحري الذي يفتح باباً آمناً وصالحاً للخروج من ظلمات الدسّ والتزوير والتصحيف والتحريف الكامنة في النصوص الروائيّة القديمة، هو: كمن يفترض وجود علاقة بين أحكام الإدغام والغنّة والقلقلة المضغيّة وغيرها من قواعد التجويد، وبين استنباط الأحكام الفرعيّة من أدلّتها التفصيليّة…” [من مقدّمة كتابه الفارسي: مكتب در فرايند تكامل].
#أقول: مع إن كثيراً من الفقهاء يعلمون بهذه الحقيقة الجليّة إلّا إنّهم يصرّون على استنزاف وقت الطالب في دراسته وتدريسه هذه المقولات الأصوليّة عقوداً من الزمن، وربّما حتّى ظهور المهدي “ع” في آخر الزمان، ويوحون له إنّها هي المفتاح السحري الذي سيمكّنه من التسلّط على رقاب النصوص الروائيّة وتمييز الغثّ والسمين منها، وحينما يدخل الطالب إلى هذه النصوص بعد تسلّحه الكامل بالمفردات الأصوليّة المعروفة من خلال حضور دورة أصوليّة ذات العشرين سنة!!، وهو يريد أن يميّز غثّ هذه الروايات من سمينها، دسّها من تزويرها، تصحيفها من محرّفها… يجد نفسه كالغريب الذي يدخل إلى بلدٍ لا يعرف لغته وأزقّته وخارطته الرئيسيّة، ولات حين مناصّ وقد ولّى العمر وفات الآوان… أسأله تعالى أن يوفّق طلّاب الحوزة النابهين إلى التمرّد على هذه الطُرق التدريسيّة، وأن يشقّوا مستقبلهم الحوزويّ النافع لدينهم ودنياهم بعيداً عن هذه الإثباتيّات.


تنطلق إجابات المركز من رؤية مقاصدية للدين، لا تجعله طلسماً مطلقاً لا يفهمه أحد من البشرية التي جاء من أجلها، ولا تميّعه بطريقةٍ تتجافى مع مبادئه وأطره وأهدافه... تضع مصادره بين أيديها مستلّةً فهماً عقلانياً ممنهجاً... لتثير بذلك دفائن العقول...