العرفاء الكذّابون عند الفقيه كاظم الحائري!!

19 يناير 2018
1514
ميثاق العسر

#للفقيه المعاصر السيّد كاظم الحائري مواقف شديدة جدّاً وقاسية تجاه دعوات العرفان والتّصوّف ومدّعيها أيضاً؛ حيث يفرّق بين ما يَصطلح عليه بالعرفان الحقيقي والعرفان الكاذب، وفي سياق هذا التّفريق يصف المرحوم محمد الحسيني الطّهراني “المتوفّى سنة: 1416هـ” [تلميذ الحدّاد والطباطبائي وزميل السّيستاني] صراحةً ولأكثر من مرّة بأنّه من العرفاء الكذّابين، ويورد شواهد كثيرة من كتب […]


#للفقيه المعاصر السيّد كاظم الحائري مواقف شديدة جدّاً وقاسية تجاه دعوات العرفان والتّصوّف ومدّعيها أيضاً؛ حيث يفرّق بين ما يَصطلح عليه بالعرفان الحقيقي والعرفان الكاذب، وفي سياق هذا التّفريق يصف المرحوم محمد الحسيني الطّهراني “المتوفّى سنة: 1416هـ” [تلميذ الحدّاد والطباطبائي وزميل السّيستاني] صراحةً ولأكثر من مرّة بأنّه من العرفاء الكذّابين، ويورد شواهد كثيرة من كتب الطّهراني لتعزيز مدّعاه؛ من قبيل ما رواه الطّهراني من إنّ السيّد الحدّاد كان يرى: «إنّ البصاق في المرحاض أمر مكروه؛ لأنّه من أجزاء بدن المؤمن وينبغي ألّا يختلط بالقاذورات؛ أمّا النخامة التي تُلقى من فم الإنسان في المرحاض فليست كذلك؛ لأنّها ليست من أجزاء البدن بل هي من الفضلات، فلا إشكال في خلطها بسائر القاذورات» [!!].
#وبغضّ الطّرف عن حقّانيّة وصف الحائري الآنف الذّكر وعدم حقّانيّته؛ وبغضّ الطّرف عن السّياقات الّتي آلت بالحائري لطرح هذا الكلام أيضاً؛ فهذا ما لا يعنيني ولا يهمّني بالمرّة، لكنّي أردت أن أبرز تحفّظي الشّديد على توظيف مثل هذه المفردات القاسية في التّعاطي مع الآخر مهما كانت توجّهاته، فكما إنّ للفقهاء قناعاتهم في مبانيهم وبنائهم وحركاتهم وسكناتهم وملبسهم ومشربهم، فللعرفاء والمتصوّفة ومن هو سائر في طريقهم قناعتهم أيضاً، وإنّ إثبات حقّانيّة هذه المسائل من خطلها عائدة إلى الدّليل الّذي يُقام عليها، من دون الانصياع إلى موسيقى الّلفظ الخشن في وصف من نختلف معهم، سواء في المنهج أو في المفردات أو الخطاب، والله من وراء القصد.
#قال نجل الطّهراني في وصف الفقيه كاظم الحائري:
«ومن هذا القبيل ما كتبه ذاك المدّعي للاجتهاد [!!] في كتابه حول فخر عالم الإسلام والتّشيّع، وعماد العلماء الرّبانيين وسند الفقهاء الشّامخين، يتيمة الدّهر وسلمان العصر وأويس الزّمان، العلّامة آية الله الحاجّ السيّد محمد الحسين الحسيني الطّهراني “قدّس الله سرّه”؛ حيث اتّهمه بأنّه من العرفاء الكذّابين [!!]، فهل يمكن عدّ هذا الرّجل في عداد ذوي العقول والإدراك؟! وقس عليه سائر الموارد الّتي يخجل القلم عن تسطير قبحها، ويعجز الّلسان عن بيان وقاحتها».
#نسأل الله أن يأخذ بجيلنا الحوزويّ الجّديد إلى مناحي العلم والمعرفة والنّقد الخالص، بعيداً عن التّشنّجات والمحسوبيّات؛ إنّه سميع الدّعاء.


تنطلق إجابات المركز من رؤية مقاصدية للدين، لا تجعله طلسماً مطلقاً لا يفهمه أحد من البشرية التي جاء من أجلها، ولا تميّعه بطريقةٍ تتجافى مع مبادئه وأطره وأهدافه... تضع مصادره بين أيديها مستلّةً فهماً عقلانياً ممنهجاً... لتثير بذلك دفائن العقول...