#تقدّم المرجع الرّاحل السيّد محمود الشّاهرودي الكبير “1883ـ 1974م” بطلب إلى حكومة عبد الرّحمن عارف الجّميلي “1916ـ2007م” للموافقة على تخصيص أرض لبناء مئتي وحدة سكنيّة لطلّاب الحوزة العلميّة في النّجف الأشرف، وقد وافقت حكومة عارف على هذا الطّلب، وخصّصت له أرضاً بسعة: “24000” متر مربّع بقرب مرقد كميل بن زياد في النّجف الأشرف، وقد كانت نيّة المرحوم أن يبني مئتي بيت لطلّاب الحوزة بالإضافة إلى مدرسة إبتدائيّة ومستوصف ومستشفى ولادة، وقد تحرّك مكتب الشّاهرودي الكبير حينذاك من أجل تجميع مبلغ تأسيسها من المتبرّعين كما هو ظاهر في الصور المرفقة، #لكنّ المضايقات الّشّديدة الّتي تعرّض لها الشّاهرودي الكبير من قبل حزب البعث [وغيره أيضاً] بعد ذلك ومحاولة تسفيره ورحلته إلى ربّه بعدها حالت دون ذلك، فلم يتمكّن من بناء إلّا النزر اليسير منه، كما انقطع المشروع حسب الظّاهر بعد العودة السّريعة لأولاده إلى إيران بعد وفاة والدهم لأسباب لا نجد حاجة لذكرها.
#وبعد سقوط النّظام عاود مجمع المرحوم الشّاهرودي نشاطه باشراف بعض السّادة من مشهد وغيرها وبرعاية المرجعيّة العليا أيضاً، وأخذ يستقبل أساتذة وطلّاب الحوزة النجفيّة أيضاً، وهو خدمة جليلة ومباركة جزاهم الله خيراً عليها، #ولكن ما نتمنّاه ونرجوه أيضاً هو: نشر وقفيّة هذا المجمع وصياغتها الشّرعيّة والقانونيّة لنتمكّن من معرفة تفاصيلها، ونقارن بينها وبين وقفيّات المرحوم الخوئي الّتي نشرنا تفاصيلها فيما تقدّم من مقالات والّتي جاءت فكرة مُدنها العلميّة في إيران كردّة فعل طبيعيّة لما قام به الشّاهرودي في مدينة النّجف آنذاك، وأظنّ إنّ نشر الوقفيّة وآليّات التّخصيص فيها وفي غيرها أيضاً أيضاً سيقطع الطّريق أمام المتربّصين بالحوزة الكريمة، ويجعل الشّفافيّة والنّزاهة والوضوح عنواناً لا يمكن لأيّ مرجعيّة حاضرة أو قادمة التّخلّي عنه، والله من وراء القصد.