الشّفافيّة الماليّة عند مراجع التّقليد!!

#ثمّة مبرّرات شرعيّة وربّما أخلاقيّة دعت المرحوم الخوئي إلى تحبيس ووقف مليارات الدّولارات من الأموال الشّرعيّة الّتي حصل عليها لعنوانه ووجاهته تحت سلطة أحفاده وأسباطه إلى قيام يوم الدّين؛ فربّما كان يأمل من هذه الأسرة أن تستمرّ في طريق تحصيل العلم الدّيني بعد أن غيّر والده المرحوم مسارها نحو ذلك، وربّما كان يتوقّع أن تكون هذه الأموال وإدارتها والتّصرّف فيها في وجوه البرّ المخصّصة خير داع لهم للمنافسة الشّريفة في طلب العلم وسلوك صراطه، وربّما كان هدف ونوايا الموقّعين على وقفيّاته من كبار المراجع والفقهاء المعاصرين هذا أيضاً… جميع ذلك لا يهمّني فعلاً؛ إذ وقعت الواقعة وحدث ما حدث وأقصي من أقصي وجميع من بقي من المراجع والفقهاء الموقّعين يعلمون ذلك.
#لكن خيبتنا أن تتحوّل هذه السيرة إلى سُنّة حوزويّة مرجعيّة تتعامل بها معظم المرجعيّات المعاصرة وتحت مسمّيات مختلفة في الوقف والتّحبيس، بعد ما عرفوا إنّها واحدة من أهمّ الأسباب الّتي دعت النّاس للحديث السّلبي عن المرجعيّة والحوزة، لتُسهم مع بقيّة العوامل الأخرى لخروجهم من الدّين والمذهب أفواجاً… تُرى أين الحلّ في رأيكم؟!
#إنّنا ومن خلال هذا النّمط من المنشورات نتمنّى على جميع المرجعيّات الدّينيّة المعاصرة بمختلف صنوفها وأشكالها وطبقاتها أن تُظهر الشّفافيّة الماليّة في التّعامل مع هكذا ملفّات؛ إذ ليس من المعقول أن نُلزم الحكومات المنتخبة بطوق الشّفافيّة الماليّة وضرورة كشف الفاسدين ومحاسبتهم ومحاكمتهم، وفي نفس الوقت نتمنّع عن لبس هذا الطوّق في أثناء تعاملنا مع أموال المرجعيّة وعناوينها المختلفة، ومن هنا نرجو من جميعهم “حفظهم الله”: أن يكشفوا لنا وللرأي العام العالمي أيضاً الأملاك العامّة الّتي توفّروا عليها عن طريق الحقوق الشّرعيّة بمختلف صنوفها أوعن طريق عنوان المرجعيّة الّذي تلبّسوا فيه، وأن يكشفوا لنا مآل أموالهم وصياغات وقفيّاتهم في حياتهم وبعد مماتهم؛ ليكون مقلّدوهم ومحبّوهم على دراية وعلم ويقين حينما يدافعون عنهم أمام منتقديهم، وأمام من يريد الوقيعة بهم وهم كُثر في هذه الأيّام، فلا يكفي أن يقال للنّاس لا عليكم، ولا تتدخّلوا، وأخرسوا، إنّ الرادّ على هؤلاء رادّ على الله؛ فربّما كانت هذه الأساليب كافية ومقنعة في غابر الأزمان، لكنّها صارت مثاراً للسخريّة والتندّر في زماننا، والله من وراء القصد.


تنطلق إجابات المركز من رؤية مقاصدية للدين، لا تجعله طلسماً مطلقاً لا يفهمه أحد من البشرية التي جاء من أجلها، ولا تميّعه بطريقةٍ تتجافى مع مبادئه وأطره وأهدافه... تضع مصادره بين أيديها مستلّةً فهماً عقلانياً ممنهجاً... لتثير بذلك دفائن العقول...