يقول والد الشيخ البهائي (1515ـ1576م) إن أفضل قول عمل به جميع الفقهاء المتأخرين وأكثر المتقدّمين في خصوص سهم الإمام “ع” من الخمس هو أن يُدفع إلى فقراء السادة، وإذا ظهر الإمام وحاجج الناس لماذا دفعتم مالي إلى السادة؟! فسوف يجيبوه ـ كما يقول والد البهائي ـ بما يلي:
#قد اختلف الروايات عنكم، ولم يقم لنا دليل قاطع على واحد منها، ووجدنا صرفها إلى بني عمّك أليق بكرمك وشفقتك، وخير من تضييع مالك، وقد جاء عنكم به النقل، فاعتمدنا عليه ثقة بسعة كرمك، وصوناً لمالك عن الاتلاف بغير فائدة، وسددنا به حاجة بني عمك الفقراء المحتاجين بين أعدائهم الذين يرقّ لهم قلوب شيعتكم، ولو كنت ظاهراً لرحمتهم وأكرمتهم وواسيتهم بما عندك، هذا عذر واضح لا غبار عليه، وهو أولى بقبول العذر من كلّ أحد؛ لعلمه بالحال وسعة رحمته”.[مصرف حقّ الإمام في زمن الغيبة، المطبوع ضمن كتاب: الرسائل الخطّية الفقهيّة: ص182].
#أقول: إذا كان هذا هو الأفق الفقهي لفقهاء تلك المرحلة قبل ما يقرب من: (500) سنة، فكيف تحوّل هذا الأفق المضطرب والغامض إلى أفق واضح وجليّ لا يقبل الشكّ ولا الارتياب؛ لينعكس على فتاوى الفقهاء المعاصرين في مصرف الخمس في رسائلهم العمليّة، فيوجبون على المكلّف تسليم خمسه إلى مرجع التقليد حصراً، ولا يجزي غيره أبداً؟!