#أوضحنا في منشورات سابقة إنّ إشكال عدم تصدّي الرسول “ص” وأهل بيته “ع” حتّى زمن الكاظم “ع” إلى استلام الخمس الشيعي وخلوّ سيرتهم ونصوصهم منه يمكن طرحه على مستويين، الخلط بينهما أوقع بعض إساتذة النجف المعاصرين في إشكال في العرض والملاحظة، وهما: #المستوى الأول: أن نستكشف من خلال هذا الإشكال إنّ الخمس الشيعي المعروف لم […]
#أوضحنا في منشورات سابقة إنّ إشكال عدم تصدّي الرسول “ص” وأهل بيته “ع” حتّى زمن الكاظم “ع” إلى استلام الخمس الشيعي وخلوّ سيرتهم ونصوصهم منه يمكن طرحه على مستويين، الخلط بينهما أوقع بعض إساتذة النجف المعاصرين في إشكال في العرض والملاحظة، وهما:
#المستوى الأول: أن نستكشف من خلال هذا الإشكال إنّ الخمس الشيعي المعروف لم يكن مشرّعاً في شريعة الإسلام أصلاً، وإنّما اقتضته ضرورة مرحليّة مرّ بها الشيعة في عصر الإمام موسى بن جعفر الكاظم “ع” والأئمّة من ولده، والضرورات تُقدّر بقدرها.
#المستوى الثّاني: أن نستكشف من خلال هذا الإشكال إنّ الآية التي شرّعت الخمس لم تكن شاملة وناظرة للخمس الشيعي أصلاً، بغض النظر عن الدّليل الذي يسوقه فقهاء الشيعة بعد ذلك لإثبات طبيعة الوجوب في هذا الخمس وحقّانيّته في عصر الغيبة.
#وقد تحدّثنا في المقالات السّابقة عن المستوى الثاني بنحو الإجمال، وأوضحنا هناك عدم شمول الآية للخمس الشيعي، أمّا اليوم فسنخصّصه لعرض إجابات المرحوم الخوئي عن الإشكال على مستواه الأوّل، وسنقتصر على أهمّ إجابة له في هذا المقال ونترك البقيّة إلى مقالات لاحقة.
#حينما واجه المرحوم الخوئي هذا الإشكال نصّ بداية على إنّه ساقط من رأسه بناءً على مسلكه المختار في تدريجيّة الأحكام؛ حيث يرى “رحمه الله” ـ كما هو رأي غيره ـ جواز تأخير تبليغ الأحكام الشرعيّة عن عصر التشريع؛ وذلك من خلال إيداع بيانها من النبيّ إلى الإمام ليظهرها في ظرفها المناسب لها حسب المصالح الوقتيّة الباعثة على ذلك، بل قد يظهر من بعض النصوص أنّ جملة من الأحكام لم تُنشر لحدّ الآن وأنّها مودعة عند وليّ العصر “ع” وهو المأمور بتبليغها متى ما ظهر وملأ الأرض قسطاً وعدلًا، فالأمر على هذا المبنى الحاسم لمادّة الإشكال ظاهر لا سترة عليه. [مستند العروة الوثقى، الخمس: ج196].
#وبودّي أن أطرح أمام إستاذ الفقهاء والمراجع المعاصرين الخوئي سؤالين أهدف من خلالها الوصول إلى الحقيقة:
1ـ هل بلّغت السماءُ رسولها محمد “ص” بوجوب الخمس الشيعي أم لم تُبلّغه ذلك؟
2ـ إذا كان جواب السّؤال أعلاه بالإيجاب فعن أيّ طريق أبلغته بذلك؟
#إذا كان حكم الخمس الشيعي قد شُرّع وأُبلغ إلى الرسول “ص” عن طريق نفس آية الخمس المعروفة ـ كما يرى الخوئي ـ فالمفروض إنّ الرسول قد بيّن هذه الآية لمن حوله من المسلمين، ولم يفهم أحدٌ منهم شمولها للخمس الشيعي أصلاً فما هو المُراد من تأخير التبليغ وما هو الفرق بينها وبين آية الصّلاة والصوم والزكاة والحجّ التي بلّغها الرسول “ص” مثلاً؟!
#وإن كان التشريع والتبليغ قد حصل بطريق آخر غير هذه الآية لكن المصالح الوقتيّة في أيّام الرسول وأهل بيته “ع” حتّى زمن الكاظم “ع” لم تكن مناسبة لبيانه للمسلمين حينها، فهذا يثبت ما نختاره من إنّ الخمس الشيعي لم یکن مشرّعاً بهذه الآية، وهو المطلوب.
#نتمنّى من الإساتذة الأصدقاء في هذه الصفحة إنارة البحث في هذا الخصوص بالذّات من خلال طرحهم وإثاراتهم واستشكالاتهم وبياناتهم وإيضاحاتهم؛ إذ الهدف هو الإفادة والاستفادة من الجّميع.