الخطبة الفدكيّة بنظرة محايدة!!

#إذا ما أردنا أن نتجرّد عن قبليّاتنا المذهبيّة والعاطفيّة بل وعن دموعنا الّتي ذرفناها سنين طويلة ونحن نصغي للخطبة المنسوبة للسيّدة فاطمة الزّهراء “ع” والمسمّاة بالخطبة الفدكيّة أو الكبرى والّتي هي أحد أهمّ الأدوات الأساسيّة في رسم الصّورة المذهبيّة عن فدك ومحاججاتها، فسنلاحظ: عدم وجود ولا سند واحد يشتمل على أبسط مقوّمات الاعتبار لهذه الخطبة؛ بل اشتملت أسانيدها المفترضة على مجاهيل وضعاف ومتروكين عند جميع المدارس الرّجالية الشّيعيّة الإثني عشريّة المعاصرة فضلاً عن غيرها، وأحتوت مضامينها على مفردات كلاميّة وفقهيّة وصور لغويّة بيانيّة لم يكن لها أيّ حضور في خطب تلك المرحلة المعتبرة أصلاً، بحيث يقطع الباحث المحايد ـ وهذا الوصف مهمّ جدّاً ـ بكونها موضوعة ومن أوضح مصاديق نحت الأدلّة ما بعد الوقوع بغضّ الطّرف عن أصل وقوع الواقعة.
#والأغرب من جميع ذلك إنّ هذه الخطبة الّتي يحتاج الإنسان إلى ما يقرب من ثلاثين دقيقة لإلقائها وبشكل سريع فقط: رويت في أهمّ أسانيدها عن السّيدة زينب بنت عليّ “ع”، ولا أدري كيف تمكّنت صبيّة في الخامسة من عمرها حينذاك أن تحفظ مثل هذه الخطبة الطّويلة جداً عن ظهر قلب بعد مرّة واحدة من استماعها ومع عدم وجود دواع لحفظها أصلاً وروايتها إلى حفيد أخيها زيد الشّهيد المولود بعد رحيلها بثمان عشرة سنة تقريباً، كما هو حال بعض أسنادها فضلاً عن المشاكل الطّويلة العريضة في بقيّتها؟!
#ولا شكّ عندي في إنّ واضع هذه الخطبة أساء للزّهراء الحقيقيّة “ع” أكثر بكثير ممّا ساهم في تلميع صورتها المزيّفة في عيون أصحاب الدّكاكين، والّذين جعلوا من صورتها الّتي رسمتها الأساطير المذهبيّة في أذهانهم بقرة حلوباً لمآربهم وتصفية حساباتهم وبناء مملكاتهم ومقاماتهم، ولا شكّ عندي أيضاً في إنّ وقوفهم سيطول يوم القيامة بين يدي الحكيم المتعال طالما لم يراجعوا قبليّاتهم المذهبيّة لتفحّصها بتجرّد وموضوعيّة وعلم في زمن توفّرت فيه إمكانيّات البحث العلميّ لكلّ الجادّين، والله من وراء القصد. [يُتبع].
#ميثاق_العسر
#خطوات_على_طريق_التّنوير
#مرجعيّات_مجهول_المالك
#الإمامة_الإلهيّة_الإثنا_عشريّة
#تنوير_هامّ: ما نتمنّى على المتابعين الجادّين الالتفات إليه هو إنّنا بصدد ذكر مقدّمات أساسيّة جدّاً لما نروم بحثه لاحقاً، وستتّضح لهم جدوائيّة هذه المقدّمات قريباً إن شاء الله تعالى، لذا نطلب منهم التّريّث وعدم الاستعجال في تكوين صورة قد تكون مبتسرة وغير ناضجة عن مضامين البحث، على إنّنا حينما نطلق أوصاف الوضع على هذه الخطبة المشهورة في الأوساط المنبريّة فهو يأتي في سياق متابعة مستوفية لكافّة أسانيدها الّتي وردت في عموم الموروث الرّوائيّ الإثني عشريّ وغيره أيضاً؛ لذا نتمنّى عدم استباق الأبحاث، أو وضع سند من هنا أو سند من هناك، وليفترضوا إنّ صاحب الصّفحة مطّلع على جميع هذه الأسانيد، ويعلم أيضاً الكيفيّة الّتي سلكها السّادة والمشايخ في كيفيّة استنتاج قطع بالصّدور من خلال دعاوى الاستفاضة أو التّواتر الوهمي المغنية عن جهالة أو ضعف رجالها، وهي آليّة يكثر توظيفها خطأً خصوصاً في كبريات المقولات المذهبيّة، والله من وراء القصد.
#ميثاق_العسر