#الاختلافات الهائلة بين علماء الإسلام ـ بمختلف مذاهبهم وفرقهم ـ في تفسير ما يُسمّى آيات الأحكام تجعل الإنسان قاطعاً جازماً في: أنّ السّماء لم تكن مهتمّة بكتابة القرآن ولا دستوريّته الدّائميّة؛ وذلك لأنّ أيّ حكيم مدبّر حينما يُريد أن يكتب كتاباً ويتوخّى منه التّنصيص على قواعد سلوكيّة دائميّة لشريحة معيّنة من البشر على اختلاف مستوياتها […]
#الاختلافات الهائلة بين علماء الإسلام ـ بمختلف مذاهبهم وفرقهم ـ في تفسير ما يُسمّى آيات الأحكام تجعل الإنسان قاطعاً جازماً في: أنّ السّماء لم تكن مهتمّة بكتابة القرآن ولا دستوريّته الدّائميّة؛ وذلك لأنّ أيّ حكيم مدبّر حينما يُريد أن يكتب كتاباً ويتوخّى منه التّنصيص على قواعد سلوكيّة دائميّة لشريحة معيّنة من البشر على اختلاف مستوياتها وطبقاتها، فعليه أن يتّخذ المنهج والمفردات والخطاب الواضح والجليّ والمنسجم مع فهم نوع هذه الشّريحة المخاطبة بنحو لا يقع فيه الاختلاف ولا الخلاف، فكيف به وهو يُريد من هذا الكتاب أن يكون دستوراً دينيّاً عامّاً لعموم بني البشر على اختلاف ألسنتهم وألوانهم في طول عمود الزّمان.
#وعلى هذا الأساس: فإذا وجدنا كتاباً يُدّعى له مثل هذه الأوصاف، وفي الوقت نفسه نجد الاختلافات والتّقاطعات الهائلة في تفسيره وفهمه وتأويله بين المؤمنين به على جميع المستويات، فعلينا أن نُعيد النّظر إمّا في: حكمة وتدبير صاحب الكتاب، أو في دعوى انتسابه إليه، أو في أصل اهتمامه ونيّته كتابة الأفكار الّتي طرحها وتداولها لظروف وأسباب خاصّة فضلاً عن تحويلها إلى دستور، فإذا استُبعد الاحتمالان الأوّليّان، سيترجّح الاحتمال الثّالث لا محالة؛ سيّما إذا وجدنا عشرات البراهين والشّواهد الدّالة عليه، فتأمّل كثيراً كثيراً، والله من وراء القصد.
#ميثاق_العسر
#القرآن_البعدي