#حينما يرتقي الخطيبُ المنبرَ في ذكرى رحيل الإمام جعفر بن محمد الصّادق “ع” والنّاس تنتظر منه أن يقرأ مصيبة سمّه وشهادته “ع” انسياقاً مع التّعبئة المذهبيّة المعروفة؛ فلا مجال له حينذاك أن يفكّر بشكل تجريدي وواقعي ويطرح الحقيقة الّتي قامت الأدلّة الموضوعيّة عليها بمعزلٍ عن المقولات الكلاميّة البعديّة الّتي فرضت هيمنتها وبسطتها تحت ذريعة الحفاظ على المذهب؛ لأنّه سوف يواجه مشكلة عميقة في كيفيّة الانتقال من المحاضرة إلى المصيبة وهو المعروف بينهم #بالكوريز، وهذا يعني: فقدانه الإمساك بزمام الدّمعة وتأثيراتها على المخاطب الشّيعي خصوصاً مع حفظه لأبيات النّعي المرتبطة بسمّ الإمام “ع”!!
#ومجمل القول: إنّ الخطباء عموماً لا يتحمّلون مسؤوليّة في هذا الباب على الإطلاق؛ بل هي مسؤوليّة الكبار المؤسّسين الّذين أرادوا أن يمرّروا الأمور بهذه الطّريقة الّتي بدأت تتكشّف هناتها أمام الجّيل الشّيعي الحاضر ولله الحمد، وعلى الخطباء أن يتحمّلوا مسؤوليّتهم في هذا المجال إذا ما أرادوا أن يكون لهم تأثير فاعل في صناعة وعي الأجيال الشّيعيّة القادمة.
#تنوير هامّ: أوضحنا في مقال سابق وبعدّة بيانات عدم واقعيّة وصيّة الإمام الصّادق “ع” إلى خمسة والّتي نقلها المرحوم الكليني في كتابه الكافي، وبيّنا ضعفها المضموني والتّاريخي والسّندي في نفس االوقت؛ وأوضحنا بما لا مزيد عليه: إنّ الإمامة بصيغتها الشّيعيّة المتداولة وعرضها العريض لم تكن واضحة في ذهن ممثّلي الاتّجاه الرّسمي من أصحاب الأئمّة المتقدّمين والمتوسّطين “ع”، وما يُدّعي من وضوح لها إنّما هو مقولة بعديّة ساهمت تجاذبات الرّواة وأدلّة ما بعد الوقوع في صناعتها، لذا وجب التّنويه.