ربّما تتخيّل أنّك قادر على قراءة الخطّ القرآني المكتوب دون تنقيط ولا حركات إعرابيّة بنحو دائم وفي كلّ الأحوال، ويزداد هذا التخيّل إقناعاً حينما تحذف التنّقيط والحركات من بعض الآيات وتقرأها أيضاً دون مشكلة في البين، لكنّ هذا مجرّد خيال لا يتمّ في جميع المفردات والكلمات، وأنّ ما تقرأه من هذه الآيات الخالية من التّنقيط […]
ربّما تتخيّل أنّك قادر على قراءة الخطّ القرآني المكتوب دون تنقيط ولا حركات إعرابيّة بنحو دائم وفي كلّ الأحوال، ويزداد هذا التخيّل إقناعاً حينما تحذف التنّقيط والحركات من بعض الآيات وتقرأها أيضاً دون مشكلة في البين، لكنّ هذا مجرّد خيال لا يتمّ في جميع المفردات والكلمات، وأنّ ما تقرأه من هذه الآيات الخالية من التّنقيط والحركات إنّما يعود لما علق في ذهنك من رسم حروفها وطريقة كتابتها وكثرة ترديدها وسماعها، ولو وضعنا لك صورة لآيات ببعض صور الخطوط العربيّة القديمة لما عرفت قراءتها أصلاً، ولاحترت فيها أيضاً، وهذا هو أحد أهمّ الأسباب في تعدّد القراءات، فتفطّن كثيراً وراجع الاختلافات الفقهيّة الحاصلة بسبب هذا التعدّد، والله من وراء القصد.