#تقتصر أحاديث الخطباء في خصوص مناسبات وفيات وشهادات الأئمّة “ع” على البدء بالحديث عن منجزاتهم وإسهاماتهم وكراماتهم والظّلم الّذي تعرّضوا له ومن ثمّ يختمون الأمر بلحظة قتلهم أو سمّهم ويعرّجون عادة بالمصيبة إلى كربلاء، ولكن لا يجرؤ أحدهم على الحديث الواقعي والحقيقي والدّقيق عن الأحداث الّتي حلّت بالشّيعة بعد رحيل كلّ إمام من الأئمّة المتوسّطين والمتأخّرين “ع”، وهل حصل انتقال سلس وسلمي للإمامة ولو بين خُلّص أصحابهم “ع” أم إنّ الأمر لم يكن كذلك؟!
#اعتقد إنّنا بحاجة إلى التّفكير الجّاد بمثل هذه الأسئلة، والتّفتيش عن أجوبة حقيقيّة لا مذهبيّة لها، وقراءة نصوص ومواقف أهل البيت “ع” بعيداً عن النّظارة الكلاميّة الّتي ساهم جملة من الرّواة في فرضها وتمريرها وتسويقها دون أن يكون لها متكّأ قرآنيّ محكم أو نبويّ صحيح؛ فإنّ هذه البحوث تعتبر مجسّات هامّة جدّاً لمعرفة حقيقة الإمامة الّتي عناها أهل البيت “ع” لا الّتي فرضتها تجاذبات الرّواة وصراعاتهم الكلاميّة، والله من وراء القصد.