#في الثّاني عشر من فبراير من عام: “1969م” قدّم عملاء السّافاك في داخل حوزة النّجف الكريمة تقريراً مفصّلاً عن وضعيّة رواتب طلّاب الحوزة في النّجف ومقدارها واسماء العلماء الّذين يقدّمونها، جاء فيه ما ترجمته: «طُلب قبل مدّة من ممثّلينا تقديم معلومات حول مقدار الأموال المدفوعة من قبل آيات الله المقيمين في العراق، وكانت إجابتهم بالنّحو التّالي:
1ـ يحتل آية الله السيّد محسن الحكيم المرتبة الأولى من بين مراجع التّقليد المقيمين في العراق من حيث المرتّب الشّهري؛ حيث يدفع بنحو متوسّط مبلغاً شهريّاً يقرب من: «15000ديناراً»، أي ما يعادل: «3150000 ريالاً» [لمجموع طلّاب الحوزة في النّجف].
#كما يشمل مرتّبه الشّهري عدّة من مستشاريه ومقرّبيه والّذين يُقدّرون بـ «70» شخصاً، ومنهم: الشّيخ حسين الحلّي الّذي يُدفع له مبلغ: «150 ديناراً»، أي ما يعادل: «31500 ريالاً»، ومنهم: الشّيخ محمد الرّشتي؛ ومحي الدّين المامقاني؛ والسيّد محمد الكلبايكاني حيث يأخذ كلّ واحد منهم مبلغ: «100ديناراً»، أي ما يعادل: «21000 ريالاً»، ومنهم: السيّد محمد #بحر_العلوم حيث يُدفع له مبلغ: «60ديناراً»، أي ما يعادل: «12600ريالاً».
2ـ آية الله الخميني حيث يدفع في كلّ شهرين مرتّباً واحداً إلى طلّاب الحوزة في النّجف الأشرف، وإنّ مجموع المبالغ الّتي يدفعها تقع بين: «7000 إلى 8000 دينار»، أي ما يعادل: «1470000 إلى 1680000 ريال». وإنّ عدد الطّلاب الإيرانيّين وغير الإيرانيّين الّذين يستلمون مرتّباته يقدّرون بـ «1500» شخص تقريباً.
3ـ آية الله ابو القاسم الخوئي والّذي يدفع شهريّاً أيضاً حدود: «4000 ديناراً» تقريباً، أي ما يعادل: «840000 ريالاً».
4ـ آية الله السيّد محمود الشّاهرودي [الكبير]، وهو يقدّم للطلبة الإيرانيّين مرتّبات شهريّة غير منتظّمة وغير ثابتة المقدار أيضاً، ويقال إنّ سبب ذلك هو دخالة وتصرّفات أنجاله في هذه الأموال». [انتهت التّرجمة].
#أقول: النّص أعلاه يقدّم معلومات وإيحاءات كثيرة لا أجد حاجة لاستعراضها تاركاً إيّاها إلى القارئ الفطن، ولكن يبدو لي إنّ التّفريق في العطاء الحوزويّ سُنّة بارزة في أيّام مرجعيّة المرحوم محسن الحكيم، لكنّها عدوى نمت وتطوّرت لتأخذ قوالب وصياغات فقهيّة مختلفة وعناوين برّاقة في معظم المرجعيّات الّلاحقة، ولست أدري هل بقي عدد السّبعين على حاله أم تضاعف لاحقاً، وهل العدالة تقتضي أن يُقدّم إلى طالب الحوزة المسكين ديناران أو ثلاثة في الشّهر الواحد وُيقدّم إلى المقربين والمحيطين والمستشارين عشرات أضعافها مع تلك القيمة الشّرائيّة العالية للدّنيار في ذلك الوقت؟!
#أسأل الله تعالى أن يوفّق المرجعيّات الدّينيّة المعاصرة للاحتذاء بسيرة عليّ “ع” في هذا الخصوص، وأن يبتعدوا عن سيرة غيره إنّه وليّ التّوفيق.