#يرى الوحيد البهبهاني “1706ـ1791م” وغيره من الفقهاء أيضاً: إنّ كثيراً من القدماء كانت لهم اعتقادات خاصة في أئمّة أهل البيت “ع” لا يجوّزون التعدّي عنها، ويرمون المتعدّي عنها بوصف الغلو والارتفاع، ومن أبرز المقولات الّتي اعتبرها القدماء غلوّاً وموجبة للتّهمة هي: نفي السهو عن النبي “ص”، والتفويض إلى الأئمّة “ع”، ونقل خوارق العادات عنهم، أو الإغراق في جلالتهم وذكر علمهم بمكنونات السماء والأرض. #وعلى هذا الأساس نصّ المرحوم المامقاني “1873ـ 1932م” في مواضع متعدّدة من موسوعته الرجاليّة الشّهيرة “تنقيح المقال”: #على إنّ جملة من معتقدات الشّيعة وضروريّات مذهبهم في الوقت الحاضر كانت تُعدّ من الغلو عند العلماء المتقدّمين !!
#أقول: أ تعلمون ماذا يعني هذا الكلام الخطير؟! يعني إنّ المذهب الشّيعي بضروراته المذهبيّة الحاليّة مرفوض من قبل كثير من العلماء المتقدّمين؛ وذلك لأنّ جملة من هذه الضّرورات الاعتقاديّة وما يترتب عليها فقهيّاً كانت غلوّاً موجباً للتّهمة، فإذا كان الأمر كذلك فلماذا نُخرج من أنكر بعض الضّرورات الشيّعيّة العقديّة والفقهيّة بصيغها الحاضرة من التّشيّع؟! ولماذا نفصّل التّشيّع ثوباً قصيراً أو طويلاً وفقاً لمزاجنا الاجتهاديّ المعاصر والّذي تدخّلت في تكوينه ما شاء الله من العوامل غير الموضوعيّة؟!… #أ ليس الأولى أن نُخرج من التّشيّع من يؤمن بهذه المعتقدات الافراطيّة وما يُصطلح عليها بالضّرورات المذهبيّة؛ لأنّها تخالف التّشيّع الأمّ الّذي رسمه ونظّر له العلماء الأوائل المتقدّمون الّذين نعيش على موائدهم وليس العكس؟! والله من وراء القصد.