الارستقراطيّة في حوزة النّجف الكريمة!!

3 يوليو 2017
1197

#كان للمرجع الأعلى السيستاني “حفظه الله” موقف رسميّ رافض لتحوّل حياة طلّاب الحوزة النّجفيّة إلى الارستقراطيّة والرفاهيّة ودِعة العيش والتميّز عن حياة الطبقة المسحوقة من المجتمع؛ لأنّ هذا الأمر سيفقدهم قابليّة التّأثير في النّاس وهي فصلهم الحقيقيّ والمقوّم لهم. وقد بدا ذلك واضحاً في لقاءاته وتصريحاته ورسائله في مطلع مرجعيّته وخصوصاً بعد سقوط النظام، لكن المؤسف إنّ طريقة عمل كبار وكلائه كانت على خلاف هذه الرّغبة تماماً؛ ولم أقف لحد الآن على سبب مقنع لظاهرة عدم التّطابق بين مواقف الموكّل الرّسميّة وممارسات كبار وكلائه، ولعلّ السّنوات القادمة كفيلة في كشف هذا المستور.
#وما أودّ قوله على عجالة ما يلي: إنّ بناء مدينة سكنيّة للطلاب الدّارسين في الحوزة النجفيّة على أرض يُدّعى إنّها تابعة للوقف الشّيعي وبمواصفات وخدمات ظاهريّة أقل ما يمكن أن يُقال عنها إنّها تخالف توصيات المرجع الأعلى وسيرته الدّائمة… أقول مثل هذا البناء سيزيد من سخط النّجفيين الأصليّين وحنقهم على طلّاب الحوزة الوافدين إليها، وسيعمّق الهوّة بينهم وبين من يدّعي إنّه قدوتهم وأسوتهم والمواسي لهم، وهي أعمال لن تخدم مستقبل هذه الحوزة الكريمة على الإطلاق، نعم؛ من حقّ طلّاب الحوزة النجفيّة وغيرهم أيضاً أن يعيشوا حياة كريمة ومحترمة كغيرهم من بني البشر، لهم حقوق وعليهم واجبات، لكن إذا أراد هؤلاء الطّلاب أن تكون لهم كلمة مسموعة ونافذة في مجتمعهم فعليهم أن يلتزموا بشروط الاقتداء.
#كما لا ينبغي أن نصغي كثيراً إلى تصريحات بعض المسؤوليّين الأمنيّين وغيرهم ممّن عرفوا بالتّسكّع الدّوري على أبواب بعض المرجعيّات العرضيّة والطّوليّة من أجل كميشنات ومناصب معيّنة حينما يصفون التّظاهرات العفويّة بكونها تتحرّك بأجندات خارجيّة أو داخليّة بغية ذرّ الرّماد في عيون المراقبين؛ فالواقع المتردّي والسيء للخدمات والتمييز الطّبقي والأسري الّذي يمارسه مسؤولو المحافظة فيها هو من سبّب في وصول الأمر إلى هذا الحدّ، #وما لم يبادر بيت سماحة المرجع الأعلى “حفظه الله” إلى علاج هذه المشكلة بعيداً عن كبرى رعاية التّوازنات الحوزويّة المشؤومة فإنّ الأمور ستسير بخلاف الغاية السّامية الّتي تتمنّى الحوزة العلميّة في النّجف الأشرف إيجادها، ومن الله نرجو التّوفيق.


تنطلق إجابات المركز من رؤية مقاصدية للدين، لا تجعله طلسماً مطلقاً لا يفهمه أحد من البشرية التي جاء من أجلها، ولا تميّعه بطريقةٍ تتجافى مع مبادئه وأطره وأهدافه... تضع مصادره بين أيديها مستلّةً فهماً عقلانياً ممنهجاً... لتثير بذلك دفائن العقول...