الاختلاف في تحديد المرجع الدينيّ

8 أكتوبر 2016
884
ميثاق العسر

إن الاختلاف في تحديد المرجع الدينيّ لا يعدّ ظاهرة جديدة مستحدثة على التشيّع، بل كان موجوداً بوفرة حتّى في زمن الأئمة “عليهم السلام”؛ فبعد رحيل الإمام جعفر بن محمد الصادق “ع” في سنة: (148) من الهجرة مثلاً: اختلفت الشيعة اختلافاً شديداً في تحديد من هو الإمام والمرجع الدينيّ من بعده، وفي سياقات تلك التقيّة المكثّفة […]


إن الاختلاف في تحديد المرجع الدينيّ لا يعدّ ظاهرة جديدة مستحدثة على التشيّع، بل كان موجوداً بوفرة حتّى في زمن الأئمة “عليهم السلام”؛ فبعد رحيل الإمام جعفر بن محمد الصادق “ع” في سنة: (148) من الهجرة مثلاً: اختلفت الشيعة اختلافاً شديداً في تحديد من هو الإمام والمرجع الدينيّ من بعده، وفي سياقات تلك التقيّة المكثّفة وجد ابنه عبد الله الملقّب “بالأفطح” الفرصة مناسبة للتصدّي وطرح مرجعيّته وفتح برّاني أيضاً، لكن أخاه موسى الكاظم “ع” وهو ابن العشرين سنة فقط لم يقف على مسافة واحدة منه ومن جميع المرشّحين، ويترك الناس حيارى في ضلال مبين؛ رعاية للتوازنات والقرابات والعناوين التي محقت الدين، بل أصدر ضدّه بياناً شديد الّلهجة قال فيه: “إن عبد الله يُريد أن لا يُعبد الله”؛ لأنّ الإمام رأى بأن دين الناس وعقيدتهم في خطر يقوده أصحاب الدكاكين، لكن الصناعة الفقهيّة المعاصرة أسقطت هذه النقولات عن الاعتبار؛ لأنها لا تخرج سالمة من مقصلة البحوث الأصوليّة التي أختطوها لأنفسهم، وتمسّكوا بالعامّ الفوقاني الذي يقول: ينبغي على المرجع أن يكون على مسافة واحدة من جميع المكوّنات الدينيّة والسياسيّة، وأتمنّى أن ينهي الضغط الجماهيري هذه السُنّة قريباً.


تنطلق إجابات المركز من رؤية مقاصدية للدين، لا تجعله طلسماً مطلقاً لا يفهمه أحد من البشرية التي جاء من أجلها، ولا تميّعه بطريقةٍ تتجافى مع مبادئه وأطره وأهدافه... تضع مصادره بين أيديها مستلّةً فهماً عقلانياً ممنهجاً... لتثير بذلك دفائن العقول...