#حينما تستمع إلى مفردة الإمامة في واقعنا الشّيعي المعاصر والمتداول يتبادر إلى ذهنك مفردات من قبيل: العصمة؛ وساطة الفيض؛ علم ما كان وما يكون وما هو كائن؛ الولاية التّكوينيّة؛ الولاية التّشريعيّة؛ الرادّ عليهم كالرّاد على الله؛ الإمامة الدّينيّة؛ الإمامة السياسيّة؛ حقّ تقرير الأحكام الولائيّة؛ الرّجعة؛ أفضليّتهم على جميع الأنبياء والمرسلين؛ تمتّعهم بنفس صلاحيّات الخاتم “ص”… إلى غير ذلك من مفردات كثيرة في داخل الأجنحة الشّيعيّة.
#وما أريد إيصاله إلى القارئ الكريم من خلال ما تقدّم من مقالات وما سيأتي أيضاً: إنّ الإمامة بهذا المعنى الواسع والعرض العريض والّذي يزداد افراطيّة يوماً بعد يوم لم يكن لها هذا الّلون من الدّلالات والوضوح والشفافيّة والحضور لا بين ممثّلي الاتّجاه الرّسمي لأصحاب الأئمّة المتقدّمين والمتوسّطين “ع”، ولا بين صحاح نصوص نفس هؤلاء الأئمّة ومحكم سيرتهم “ع” أيضاً، وإنّما هي جهود وطموحات كلاميّة وأصوليّة وفقهيّة ومنبريّة وتوقّعات فلسفيّة وعرفانيّة… لاحقة ارتكزت بالدّرجة الأساس على اجتهادات وقناعات واهتمامات بعض الرّواة والوكلاء وتجاذباتهم البشريّة، وبالتّالي: فإنّ دلالات لفظ الإمام في أسئلة وبحث وتقصّي رواة الاتّجاه الرّسمي لأصحاب الأئمّة المتقدّمين والمتوسّطين “ع” وفي صحاح إجابات هؤلاء الأئمّة وسيرتهم المحكمة لا يحمل نفس الدّلالات المعاصرة والمتداولة لهذا الّلفظ على الإطلاق، فتأمّل إن كنت من أهله.