إن ما يميّز شخصيّة المرحوم السيّد أبو الحسن الأصفهاني (1946م) هو الحزم في اتّخاذ القرارات مهما اختلف الآخرون معه في تشخصيها؛ فحينما أحسّ “رحمه الله” بأن دروس العرفان والفلسفة مضرّة على الحوزة النجفيّة، بادر فوراً إلى منعها وتحريمها، بل نفى وسفّر بعض أساتذتها أيضاً، ونحن وإن كنّا نختلف معه في هذا التشخيص، لكنّا معه في […]
إن ما يميّز شخصيّة المرحوم السيّد أبو الحسن الأصفهاني (1946م) هو الحزم في اتّخاذ القرارات مهما اختلف الآخرون معه في تشخصيها؛ فحينما أحسّ “رحمه الله” بأن دروس العرفان والفلسفة مضرّة على الحوزة النجفيّة، بادر فوراً إلى منعها وتحريمها، بل نفى وسفّر بعض أساتذتها أيضاً، ونحن وإن كنّا نختلف معه في هذا التشخيص، لكنّا معه في هذا العزم والحزم، والذي هو صفة القائد والزعيم والمرجع الأعلى، أمّا إذا كان القائد والزعيم والمرجع الأعلى متردّداً في اتّخاذ القرارات المناسبة في الّلحظة المناسبة، وشديد الاحتياط والحذر والتحرّج، ويغلبه الاستحياء والخجل في أكثر الأحيان: إمّا لتديّنه وقداسته وورعه؛ وإمّا لعوامل سايكلوجيّة وسوسيولوجيّة في تركيبة شخصيّته، وإمّا مراعاة للتوازنات الحوزويّة، وإمّا مداراة لبعض عناصر حاشيته… فلا شكّ في إن ذلك سيميّع وهج هذا المنصب الذي هو فيه عند عامّة الأمّة، ويُجرأ خواصّها على نقده وتهوينه أيضاً، مع إنّ المفروض به في هذا المكان أن يتحلّى بالجرأة والشهامة والإقدام والحزم والعزم، حينما يصل بينه وبين ربّه إلى القرار المناسب.
سنعود في الأبحاث القادمة لنرى: هل إن هذا الإقدام والعزم والحزم الإيجابي توفّر في جميع المراجع الذين تلوا الأصفهاني أم إن الأمر ليس كذلك؟!