الأساطير ضرورة دينيّة مصلحيّة!!

6 فبراير 2018
1248
ميثاق العسر

#لا تهزأ ولا تسخر حينما تسمع بعض المحبّين يعتقدون بظهور صورة مرجع تقليدهم في الغمام؛ وعليك أن تسخر وتهزأ بنفسك؛ وذلك لأن جملة من المقولات المذهبيّة الّتي تؤمن بها ساهم المتكلّمون والمحدّثون والقصّاصون وحتّى الفقهاء بتثبيتها بتوسّل أمثال هذه الآليّات، وهكذا أضحت ـ بتقادم الزّمان وتراكم المعرفة الدّينيّة المذهبيّة ـ من البدهيّات الّتي لا يجرؤ […]


#لا تهزأ ولا تسخر حينما تسمع بعض المحبّين يعتقدون بظهور صورة مرجع تقليدهم في الغمام؛ وعليك أن تسخر وتهزأ بنفسك؛ وذلك لأن جملة من المقولات المذهبيّة الّتي تؤمن بها ساهم المتكلّمون والمحدّثون والقصّاصون وحتّى الفقهاء بتثبيتها بتوسّل أمثال هذه الآليّات، وهكذا أضحت ـ بتقادم الزّمان وتراكم المعرفة الدّينيّة المذهبيّة ـ من البدهيّات الّتي لا يجرؤ أحد على مناقشتها أو التّشكيك فيها.
#ولعلّ أبرز مثال على ذلك ـ والأمثلة كثيرة جدّاً ـ هو بعض آليّات انتقال الإمامة الإلهيّة الإثني عشريّة من المتقدّم للمتّأخّر، والّتي نسجت فيها أنواع الأساطير والحكايات المشابهة لأسطورة الغمامة الآنفة الذّكر، فهذا المرحوم الصّدوق يروي رواية بإسناد معتبر عندهم تقرّر إنّ للإمام علامات منها: “… يولد مختوناً، ويكون مُطهراً، ويرى من خلفه كما يرى من بين يديه، ولا يكون له ظلّ، وإذا وقع على الأرض من بطن أمّه وقع على راحتيه، رافعاً صوته بالشّهادتين…إلخ». [معاني الأخبار: ص102؛ العيون: ج2، ص212؛ الخصال: ج2، ص527؛ الفقيه: ج4، ص418]… #فتأمّل ولا تحصر مسألة الغمامة في سبب نزولها لتصفية حسابات لك من هنا أو هناك، بل عليك أن تجعلها خير شاهد ومنبّه للمراجعة النّقديّة الواعية لأصول المذهب ومقولاته، والله من وراء القصد.


تنطلق إجابات المركز من رؤية مقاصدية للدين، لا تجعله طلسماً مطلقاً لا يفهمه أحد من البشرية التي جاء من أجلها، ولا تميّعه بطريقةٍ تتجافى مع مبادئه وأطره وأهدافه... تضع مصادره بين أيديها مستلّةً فهماً عقلانياً ممنهجاً... لتثير بذلك دفائن العقول...