لا يخفي عليك سيّدي الموالي وأنت سيّدتي الموالية: أنّ استقالة الحائري من المرجعيّة والفتيا تعني بموازين منظومة التّقليد الرّائجة حوزويّاً: موته، وعلى مقلِّديه البحث عن مرجع حيّ يجيز لهم البقاء على تقليده أو البقاء على تقليد من أرجعتهم وصيّته إليه، مع مراعاة الأعلم فالأعلم، والعودة إليه في المستحدثات الفقهيّة.
أمّا على موازيننا المختارة فالتّقليد بصيغته الشّيعيّة الحوزويّة الاثني عشريّة المعاصرة هو: ممارسة سلطويّة حزبيّة هدفها الاستحواذ على الجماهير وتجهيلهم وسوقهم نحو الأهداف الّتي يريدها المرجع وحاشيته وأجنداته، ولهذا لا يجب عندنا تقليد مرجع بعينه فضلاً عن وجوب الانصياع لقراراته السّياسيّة، ويمكن للإنسان تحكيم عقله واختيار ما يناسبه من فتاوى يراها صالحة لسلامته النفسيّة وارتباطه بخالقه.
علماً: أنّ عموم المراجع المعاصرين وبعرضهم العريض دون استثناء هم مقلِّدة لمن قبلهم حتّى ينقطع النّفس، وعموم مساعيهم وجهودهم تنصبّ على التفنّن في التّرقيع والتّلميع لما اكتشفت الإنسانيّة الأخلاقيّة المعاصرة إجراميّته ونتانته وقبحه، وتداول عناوين ثانويّة لأجل طمره وإخفائه، فتدبّر كثيراً إن كنت من أهله، والله من وراء القصد.