إنّ الشيّعة تُربّى بالأماني!!

#أضع بين أيديكم نصّاً سايكلوجيّاً هامّاً وخطيراً في نفس الوقت، صدر من يراع أصوليّ وفقيه كبير في مدرسة أهل البيت “ع” وهو الوحيد البهبهاني “1706ـ 1791م”، يقدّم الوحيد فيه تفسيراً نفسيّاً مُقلقاً لروايات الغيبة وأسباب انتشارها وشيوعها وتطبيقها، أتمنّى على القرّاء التّأمّل فيه كثيراً لكي يعرفوا عمق المشكلة وخطورتها ومدياتها؛ وقناعتي تقول: إنّ هذا النّص مفتاح كثير من العُقد الرّوائيّة وباب ينفتح منه ألف باب، فتأمّل فيه إن كنت من أهله… #قال الوحيد البهبهاني في الفائدة الثّانية من فوائده الرجاليّة:
«إنّ الشيعة من فرط حبّهم دولة الأئمّة “صلوات اللّه عليهم” وشدّة تمنّيهم إيّاها، وبسبب الشدائد والمحن التي كانت عليهم وعلى أئمتهم “صلوات اللّه عليهم” من القتل والخوف وسائر الأذيّات، وكذا من بغضهم أعدائهم الذين كانوا يرون الدولة وبسط اليد والتسلّط وسائر نعم الدنيا عندهم… إلى غير ذلك، كانوا [أي الشّيعة] دائماً مشتاقين إلى دولة [المهدي] قائم آل محمّد “ص” الذي يملأ الدنيا قسطاً، مسلّين أنفسهم بظهوره، مترقّبين‏ لوقوعه عن قريب، وهم “عليهم السّلام” كانوا #يسلّون خاطرهم حتّى قيل: “إنّ الشيعة تُربّى بالأماني” [الكافي: ج1، ص369]. و مما دلّ… [على]… ذلك أنّهم كانوا كثيراً ما يسألونهم “عليهم السّلام” عن قائمهم، فربما قال واحد منهم “صلوات الله عليهم”: فلان، يعني: الذي بعده، وما كان يُظهر مراده من القائم “ع” مصلحة لهم وتسلية لخواطرهم، سيما بالنسبة إلى من علم عدم بقائه إلى ما بعد زمانه، كما وقع من الباقر “ع” بالنسبة إلى جابر في الصادق “ع”، وربما كانوا يشيرون إلى مرادهم، وهم من فرط ميل قلوبهم وزيادة حرصهم ربما كانوا لا يتفطّنون…». [منهج المقال في تحقيق الرّجال: ج1، ص133ـ134].


تنطلق إجابات المركز من رؤية مقاصدية للدين، لا تجعله طلسماً مطلقاً لا يفهمه أحد من البشرية التي جاء من أجلها، ولا تميّعه بطريقةٍ تتجافى مع مبادئه وأطره وأهدافه... تضع مصادره بين أيديها مستلّةً فهماً عقلانياً ممنهجاً... لتثير بذلك دفائن العقول...