إسقاطات الإمام الحاضر على الإمام الماضي!!

#يحسب بعض المؤمنين إنّ الصّورة المرسومة في أذهانهم عن الإمام جرّاء تراكم العشرات من المقولات الكلاميّة والأصوليّة والفقهيّة والمنبريّة والمذهبيّة… هي نفس الصّورة المرسومة في أذهان خُلّص أصحاب الأئمّة وحواريّهم عنهم “عليهم السّلام”؛ وجرّاء هذا الحسبان تجدهم يضطرّون إمّا إلى التّضعيف السّندي أو التّأويل التّعسفي إذا ما قرأوا لهؤلاء الخُلّص تصرّفاً أو قولاً يتنافى مع هذه الصّورة النّمطيّة المرسومة في أذهانهم عن الإمام، مع إنّ هذا الأمر لا حاجة له في معظم الأحيان وفقاً لمختارنا الّذي يقول: «إنّ الإمامة بصيغتها الشّيعيّة المتداولة وعرضها العريض لم تكن واضحة وجليّة عند ممثّلي الاتّجاه الرّسمي من أصحاب الأئمّة المتقدّمين والمتوسّطين “ع”».
#إذا عرفنا ذلك يتّضح حينذاك حال الرّوايات المنسوبة إلى حجر بن عدي أو سليمان بن صرد الخزاعي وغيرهم أيضاً حينما خاطبوا الإمام الحسن بن عليّ “ع” بعد صلحه مع معاوية بن أبي سفيان بالقول: «السّلام عليك يا مذلّ المؤمنين»؛ #وبغضّ الطّرف عن حقّانيّة هذه النّسبة إلى هذه الاسماء وعدم حقّانيّتها فإنّي أرى إنّ صدور مثل هذا الكلام في ظلّ تلك الظّروف المعقّدة المحيطة بصلح الحسن “ع” من قبل خُلّص أصحابه ومقرّبيهم وحواريّيهم أمر ممكن جدّاً ومعقول؛ وذلك لأنّ إمامة الحسن بن عليّ “ع” بالنّسبة إلى أولئك الأصحاب لم تكن بنفس صيغتها الشّيعيّة المتداولة وعرضها العريض أصلاً لكي نسقط تفسيراتنا المعاصرة على أفعالهم ومواقفهم، ونلجأ بعدها للضّعف السّندي أو التأويل التّعسفي من أجل تفسير ما يُروى عنهم، والله من وراء القصد.