حدّثني الزميل الخطيب المرحوم الشيخ علي الشكري “خصّه الله بشآبيب رحمته”: إنّه زار برفقة بعض الأخوة الأعزّاء الشيخ البشير “أحد مراجع النجف” في يوم من الأيّام، ليطلعوه على منهج أحدى الحوزات التي كانوا ينوون افتتاحها في النجف الأشرف، وحينما رأى البشير كتاب الحلقات الأصوليّة للمرحوم السيّد الشهيد محمد باقر الصدر كمنهج تدريسي بدل كتابي أصول […]
حدّثني الزميل الخطيب المرحوم الشيخ علي الشكري “خصّه الله بشآبيب رحمته”: إنّه زار برفقة بعض الأخوة الأعزّاء الشيخ البشير “أحد مراجع النجف” في يوم من الأيّام، ليطلعوه على منهج أحدى الحوزات التي كانوا ينوون افتتاحها في النجف الأشرف، وحينما رأى البشير كتاب الحلقات الأصوليّة للمرحوم السيّد الشهيد محمد باقر الصدر كمنهج تدريسي بدل كتابي أصول المظفّر وكفاية الآخوند أرعد وأزبد وغضب غضباً شديداً؛ حيث إن سماحته وغيره كثيرين يرون: إن مادّة الحلقات وطريقة صياغتها لا يمكن لها أن تهيّأ الطالب لفهم ما يطرحه الأستاذ في درس البحث الخارج بعد ذلك، وأصرّ على ضرورة استبداله، ولمّا رأى تمنّعهم عن قبول رأيه قال لهم بلغة عراقيّة مكسّرة ولهجته الباكستانيّة المعروفة:
“أنا خصيمكم يوم قيامة إذا درّستوا حلقات!! “.
يقول المرحوم الشكري: وحينما نقلنا هذه القصّة إلى الشيخ محمد باقر الإيرواني “دامت ترابيّته”، وأخبرناه إن الشيخ البشير يقول: بأنّه سيكون خصيمنا يوم القيامة إذا جعلنا الحلقات في المنهج، فما كان من الإيرواني إلّا أن تبسّم ضاحكاً وهو يخاطبنا بلهجته النجفيّة مع مدّ ذي ستّ حركات:
“إذا خصيمكم شيخ بشير ســـــــهلـــــة”?.