تتذكّرون ذلك الإشكال المستحكم والقويّ حول الخمس الشّيعي، والّذي كانت خلاصته التّشكيك بمشروعيّة الخمس أو التّشكيك في عموم الآية الّتي شرّعت أصله انطلاقاً من عدم تصدّي النبيّ الأكرم “ص” لجمعه وخلوّ نصوصه ونصوص من بعده من الأئمّة “ع” من الإشارة لهذا الخمس حتّى أواسط القرن الثّاني من الهجرة تقريباً أو ما بعدها… إذا تذكّرتم ذلك […]
تتذكّرون ذلك الإشكال المستحكم والقويّ حول الخمس الشّيعي، والّذي كانت خلاصته التّشكيك بمشروعيّة الخمس أو التّشكيك في عموم الآية الّتي شرّعت أصله انطلاقاً من عدم تصدّي النبيّ الأكرم “ص” لجمعه وخلوّ نصوصه ونصوص من بعده من الأئمّة “ع” من الإشارة لهذا الخمس حتّى أواسط القرن الثّاني من الهجرة تقريباً أو ما بعدها… إذا تذكّرتم ذلك الإشكال وتذكّرتم الأجوبة الّتي طرحها المرحوم الخوئي له والّتي قلّده فيها معظم المراجع والفقهاء الّلاحقين… تعالوا معي لنصغي إلى الردّ الّذي ذكره بعض أساتذة النّجف المعاصرين “حفظه الله” لهذا الإشكال حيث يقول ما بيانه بصياغة منّي:
#إذا أردتم أن ترفعوا الاستيحاش من أذهانكم، وتتعقّلوا فكرة عدم مطالبة الأئمّة المتقدّمين «ع» بهذا الخمس وخلوّ نصوصهم منه، فأنظروا إلى وكلاء المراجع في السّعوديّة والبحرين؛ فالأخبار الخاصّة عند هذا المعاصر «حفظه الله» تؤكّد إنّهم لا يطالبون بالخمس خوفاً من السلطات الحاكمة هناك؛ حيث يحاكمون إثرها بتهمة دعم المنظّمات الإرهابيّة وفقاً لمقاييس السلطات، ولنفس هذه العلّة والخوف لم يطالب الأئمّة «ع» بذلك…»، ولست أدري لماذا لم تخرج من الأئمّة المتقدّمين «ع» نصوصٌ إلى مخلصيهم وحواريّيهم ليفسّروا لهم مثل هذا الحقّ المالي الكبير في أموالهم، وهل خفّت محاربة وضغوطات السلطات العبّاسيّة الغاشمة للأئمّة «ع» الّذين طالبوا به لكي يُرسلوا الوكلاء بعد ذلك لجبايته مثلاً؟!