آية الخمس ليست في سياق آيات الحرب!!!

#يُجمع المفسّرون والفقهاء السُنّة والشيعة على إنّ السياق القرآني لآية الخمس المعروفة سياقٌ خاصّ يتحدّث عن المعارك والحروب بغض النّظر عن طبيعة أهدافها، وهذا الأمر واضح وجليّ لكلّ عربيّ قرأ الآيات الّتي سبقت هذه الآية والآيات الّتي بعدها، بل لو اقتصرنا على سياق نفس الآية لوجدناها تتحدّث عن المعركة الّتي نزلت فيها، نعم وقع الكلام بينهم في إنّ هذا السّياق هل يصلح أن يكون قرينة للحكم باختصاص وجوب الخمس في الآية بغنائم دار الحرب فقط أم لا يصلح لذلك وعلينا العودة إلى المعنى الّلغوي لمفردة الغنيمة لتعميم الخمس إلى ما هو أوسع من ذلك؟ ذهب عموم فقهاء أهل السنّة ومفسّريهم إلى صلاحيّته لذلك، وذهب مشهور الشّيعة إلى عدم صلاحيّته لذلك كما أوضحنا ذلك مفصّلاً في مقالات سابقة، #ولكن:
#من أغرب الغرائب الفقهيّة الّتي مرّت على سمعي هي ما أدلى بها بعض المعاصرين، حيث ادّعى إنّ آية الخمس المعروفة لم تأت في سياق خاصّ لكي يدّعى اختصاصها بغنائم دار الحرب، بل الآيتان الّلتان قبلها لا يُشكّ في كونهما ذات سياق عامّ، وحتّى الآية نفسها حملت سياقاً عامّاً أيضاً، لكنّها تضمّنت تحويلة في وسطها إلى المعركة الّتي نزلت فيها وهي بدر على حدّ تعبيره، وهذه التّحويلة من باب التطبيق والشّاهد ليس إلّا، وإلّا فسياق الآيات الّتي قبلها بل ونفسها هو سياق عامّ!!
#أقول: من حقّ هذا المعاصر أن يشّكك في قرينيّة السّياق الّذي حملته الآية لإثبات اختصاصها بغنائم دار الحرب كما فعل ذلك مشهور فقهاء الشّيعة بمختلف البيانات، ولكن أن ينكر كون آية الخمس واقعة في سياق المعارك والقتال فهذا من العجب العجاب، وسحق وتجاوز لأسباب النّزول المتواترة والمعروفة بل ولّلغة العربيّة أيضاً، وسبب ذلك هو الموروث الروائي والتربوي الحاكم على الباحث الشّيعي في موضوع الخمس، والله الهادي إلى سبيل الصّواب.